موضوع: علم اللاهوت والفلسفة السبت مايو 22, 2010 8:24 am
علم اللاهوت والفلسفة
علم اللاهوت والفلسفة :
هناك علاقة وثيقة بين علم اللاهوت والفلسفة أو بين اللاهوتيين والعقلانيين . فالفلسفة تعنى لغويا محبة الحكمة ( فيلسوفى ) ( فيلو صديق . سوفيا الحكمة ) والحكيم وحده ( سوفوس ) هو الله إنما الإنسان هو محب ومؤثر للحكمة . الفلسفة تبحث عن الله العلة الأولى وقد تبحث عنه فى الكون والطبيعة لتصل بين النسبى إلى المطلق أو من الوجود إلى الجوهر وتسمى هذه الفلسفة بالفلسفة الفيزيقية (أو الفلسفة الطبيعية )
وتبحث أيضاً عن النفس والموت والحياة الأخرى وتسمى هذه الفلسفة بالفلسفة المتيافزيقية ( أو ماوراء الطبيعة ) , ومن هنا نعرف الصلة بين اللاهوت والفلسفة لأنها تعتمد على العقل والفكر والبحث العقلانى والتأمل والإندهاش وابتغاء الحقيقة وكذا اللاهوت أيضاً يستخدم العقل فى إيمان وبراهين للوصول إلى الحقيقة .
أو مثل الفيلسوف ( سارتر ) صاحب الفلسفة الوجودية الذى قال " حيثما أوجد فلا يوجد الله " فعلى دارس اللاهوت أن يعرف الفلسفة لكى يفرق بين مباحث اللاهوت والآراء الفلسفية الملحدة فيثبت فى أمور اللاهوت مثل القديس أوغسطينوس وتوما الأكوينى وأسلم وباسكال وغيرهم . ولابد من دراسة الفلسفة أيضاً لأنها تخلق فى دارس علم اللاهوت طريقة الفكر والمناقشة وتنسق الحديث المنطقى والدفاع والمعارضة والوصول إلى هدف ... وأيضاً لأن الفلسفة هى أم العلوم كلها وكل علم ندرسه إنما تدرس فلسفته وأفكاره .
ضعف الفلسفة : رغم أهمية الفلسفة لدارس علم اللاهوت إلا أنها ضعيفة لأنها تقوم عل الحواس , النظر والسمع والأحاسيس والمشاعر الداخلية فى الإنسان , وهذه الحواس ضعيفة أحيانا تكون بعيدة عن الحقيقة فمثلا إذا وجهنا نظرنا إلى مروحة تدور بسرعة منتظمة فإننا نحس أنها غير متحركة وهكذا فى السمع قد يخطئ الإنسان فى تقدير ما يسمعه وهكذا .
يقول الفيلسوف " هريوت سبنر " الحواس فى الإنسان ناقصة لا تؤدى إلى الإدراك الحقيقى إلا ما يقوم مقام الفرض الإنسانى الصرف فى كثير الحالات .
مصدر الفلسفة هى التلمذة على الفلاسفة الكبار أى أن مصدرها هو البشر وطبعا كل فيلسوف مختلف عن الآخر فى أراءه ونظرياته ولذلك لا يمكن الوصول إلى حقيقة موحدة . وهذا ما جعل ( ديوجين ) الفيلسوف أن يمسك بمصباح فى وضح النهار ولما سئل عن السبب فى هذا قال لأننى أبحث عن الحقيقة .
يؤثر فى الفلسفة معتقدات خاطئة وثنية أو بعض البدع والهرطقات أو العادات والتقاليد الموروثة من الأجداد وطبعا تختلف أمة عن أمة وشعب عن شعب بل بين شخص وشخص وبين مكان ومكان وبين زمان وزمان .