مونيكا + † + † +
عدد المساهمات : 578 الانتساب : 03/01/2010
| موضوع: لحن "أومونوجينيس" أى الابن الوحيد: الخميس مايو 27, 2010 7:49 am | |
| لحن "أومونوجينيس" أى الابن الوحيد: _______________________________________
وهو لحن يوناني الكلمات , ويُتلى قبل التقديسات الثلاثة فى صلاة الساعة السادسة من يوم الجمعة العظيمة: وترجمته العربية الدقيقة كالآتى:
ياكلمة الله الابن الوحيد غير المائت
لقد رضيت من أجل خلاصنا أن تتجسد من والدة الاله القديسة مريم الدائمة البتولية
وتأنست بغير استحالة ,وصلبت أيها المسيح الاله , وبالموت دُست الموت
أنت أحد الثالوث القدوس الممجد مع الاب والروح القدس
خلصنا
__________________________________________________ ______________________
وتعتبر كلمات هذا اللحن بمثابة تلخيص واف لايماننا فى شخص المسيح كلمة الله والابن الوحيد المبذول عن حياة العالم , واعتراف دقيق التعبيرات قليل الكلمات , ويشرح ويعلن كل عمل الرب الخلاصى من أجلنا .
وتأتى أهميته من كونه يُتلى وقت الساعة السادسة يوم الجمعة العظيمة ,اى فى نفس الوقت الذى صلب فيه المسيح ,فهو أعتراف الكنيسة العلنى بقبول خلاص المسيح الذى أتمه من أجلنا , ووعى المؤمنين أن هذا الخلاص أثمر فى النهاية القضاء على الموت بموته على الصليب (بالموت دُست الموت)
*+* تاريخ هذا اللحن: ______________________
اما تاريخ هذا اللحن فهو جدير بالتسجيل والتذكار , فقد تألف هذا اللحن بإيعاز من الملك جوستنيان عام 553_536, وهو الملك المُصالح فى القرن السادس الذى كان يسعى الى مصالحة الفريقين الكبيرين اللذين تفرقا فى مجمع خلقيدونية عام 451 م .
وقد حاول هذا الامبراطور جهده فى هذا القانون أن يؤكد على الاتجاه اللاهوتى الذى تمسكت به الكنائس التى رفضت مجمع خلقيدونية , وفى نفس الوقت لا يثير اعتراضات الكنائس التى تبعت هذا المجمع والذى كان محور الخلاف فيه هو كيفية التعبير بالالفاظ عن الاتحاد القائم فى شخص المسيح .
وأهم ما فى هذا القانون هو تلقيب المسيح بأنه " أحد الثالوث القدوس " وهو تعبير لاهوتى قبطى سريانى تبناه البطريرك ساويرس الانطاكى فى القرن السادس (حتى أن كثيرين من المؤرخين ظنوا أن هذا اللحن من وضع هذا البطريرك القديس).
وهذا التعبير اللاهوتى يؤكد بطريقة مباشرة على ذلك الاتحاد الاقنومى الذى حدث فى تجسد الابن الوحيد , الاقنوم الثانى من الثالوث الاقدس , وذلك الاتحاد الذى به تصير لكل أعمال المسيح بما فيها الامه وموته فعاليتها الخلاصية لجنس البشر, وكذلك يؤكد على أن الابن هو أحد الثالوث الاقدس , فهو شريك تماما فى مجد الاب والروح القدس.
وكما يتفق هذا التعبير مع تعليم القديس كيرلس الكبير والقديس ساويرس الانطاكى (أباء الكنائس الارثوذكسية اللاخلقيدونية ) وكذلك يتفق مع ايمان الكنائس الارثوذكسية الخلقيدونية (كما جاء فى قرار المجمع الخامس عام 536 م المعتبر مجمعآ مسكونيآ لديهم , حيث صرح هذا المجمع بأن " الواحد من الثالوث الاقدس قد صُلب بحسب الجسد)
وقد بذل الامبراطور جوستنيان جهده لآدخال هذا اللحن فى الكنيسة البيزنطية فى عصره ,فصار يُتلى ضمن صلوات القداس الالهى فى هذه الكنيسة حتى الان , وكذلك فى صلوات يوم الجمعة العظيمة , كما أُدرج هذا القانون فى قداس مار مرقس القبطى قبل التقديسات الثلاثة , وكذلك فى صلوات الجمعة العظيمة.
إذا فهذا اللحن الرائع يحوى فى داخله قوة إيمانية كرازية مسكونية غير عادية , كونه اعترافآ وحدويآ للايمان الارثوذكسى , يلتقى عنده كل المؤمنينفى كل المسكونة بأسرها ,يسبحون فيه المسيح الاله , المصلوب عن جنس البشر ,يسبحونه بصوت واحد وأيمان واحد وتعبيرات واحدة أيضآ.
الايمكن أن يكون هذا القانون المرتل محور مصالحة والتقاء ووحدة بين الكنائس الارثوذكسية كلها بعائلتها الخلقيدونية والاخلقيدونية ؟؟؟ | |
|