امتحانات بــلا قلـق !


في مثل هذا الوقت من العام ، تعلن الغالبية العظمى من الاسر ، حالة طوارىء في البيوت.. لاخروج من المنزل.. الاعتذار عن استقبال الزوار، اغلاق جهاز التلفزيون ، فالابناء «عندهم امتحانات»!!..
تعتبرالامتحانات فترة عصيبه تربك الاهل وتقلب حياة الطلاب رأسا على عقب ، تسلبهم النوم والراحة وتحيل ايامهم ولياليهم الى ساعات طويلة من الدراسة المرهقه ومنها ما يمتد حتى ساعات الفجر، وبسبب ما يرافقها من رهبة ، كثيرا ما توصف بأنها شبح مخيف !
برغم ان الامتحانات تتواصل على مدار العام شهرية وكل شهرين ، و فصلية وصولا الى النهائية في آخر السنة ، والتي تشكل العبء الاكبرعلى الطلاب ، فمن خلالها يتحدد الجهد والاجتهاد الذي بذلوه خلال عام كامل، الا ان من الصعب ان يكون هناك امتحان بلا خوف ، بل ان الرهبة شعور طبيعي لدى معظم الطلاب حتى المتفوقين والمجتهدين منهم، فهي نوع من الاضطراب النفسي بسبب القلق الشديد ، والذي قد يصل درجة الهلع ، بحسب مختصين يرون كذلك بأن أعراضه تتأرجح بين عصبية وتوتر وتقلب بالمزاج، وربما شراهة في الطعام او العكس.
القلق من الامتحان على الاغلب يكون بسبب الخوف من صعوبة الاسئلة بحسب «قيس « بالصف التاسع ، حيث تأتي الاسئلة احيانا غيرمباشرة فتربك الطلاب وتشككهم في المعلومات التي درسوها ، ويضيف بأن الاضطراب الذي يصاب به البعض عندما يقرأوا ورقة الاسئلة لأول مرة تجعلهم يشعرون بأنهم نسوا كل مادرسوه ولم يعودوا يتذكرون شيئا، وهذا ينعكس بالطبع على زملائهم الآخرين حيث ينتقل اليهم ذات الشعور، لذا من المهم كما يقول» قيس « قراءة ورقة الاسئلة بهدوء وعندها سيتذكرون حتما كل المعلومات .
مراجعة المواد الدراسية قبل الدخول الى قاعة الامتحان تسبب الارتباك بخاصة اذا ما اختلفت الاجابات حيث يصعب العودة الى الاجابة الصحيحة الموجودة في الكتب التي يتركها الطلاب في بيوتهم اثناء الامتحانات ، كما يضيف « قصي» بأن المراجعة الجماعية لبعض الاسئلة التي يتوقعها الطلاب في الدقائق الاخيرة قبل الامتحان تتسبب في تشويش المعلومات التي درسوها ، والافضل ان يبقى ذهن الطالب صافيا ويعتمد على ما درسه في البيت .
مايزال شبح الامتحانات يطارد الطلاب حتى وهم على مقاعد الدراسة في الجامعة ، فالقلق من الامتحان يستمرحتى ينال الطالب اعلى الشهادات ، وتقول طالبة في السنة الثالثة الجامعية من الصعب ان لايكون هناك خوف من الامتحان مهما كان عمر الطالب، ما يختلف هو التعبيرعن ذلك ، فعندما كنا صغارا، كان منا من يرتجف او يبكي عند رؤية اسئلة الامتحان او عدم معرفته الاجابة عليها.
امتحانات ايام زمان كانت مختلفة كما يقول»ابو وائل» الذي كان يقضي الليل الطويل يدرس في الشارع قرب عمود الانارة والذي كان قريبا من باب بيته، حتى لايكلف الاسرة نفقات للكهرباء ، اضافة الى ان البيت كان صغيرا وكان من الصعب ان تخصص له غرفة خاصة يدرس بها ، كما كان على الطالب عبء ثقيل الى جانب الدراسة وهي ان يحاول التأقلم مع اجواء المنزل التي كانت معظمها لاتصلح للدراسة ، اما ابناء هذه الايام فهم مدللون الى حد كبير، الاسر تستنفر كل طاقاتها وتحاول ان تهيء لهم قدرالامكان المناخ الملائم ليدرسوا..
امتحانات بلا قلق ، ليست بالشيء المستحيل تتطلب دورا اكبر للاسرة من اغلاق التلفزيون والاعتذارعن استقبال الزوار، بحسب دراسات تربوية تؤكد ان من الضرري منح الابناء الذي يتقدمون للامتحانات الثقة واحترام قدراتهم وعدم المبالغة في التوقعات والنتائج المطلوبة ، اضافة الى توفير المناخ الدراسي الجيد من خلال مكان يتوفر فيه قدر من الهدوء لاستذكار الدروس و ضرورة حصولهم على ساعات نوم كافية حتى يتمكنوا من الاستيعاب اضافة لغذاء صحي بعيدا عن المنبهات التي تزيد من احساسهم