"الساعي بالوشاية يفشى السر. والأمين الروح يكتم الأمر" (أم 11: 13 )
إن الوشاية أو نقل المذمة حتى ولو كانت صحيحة، أمر بالغ الأذى لايحبه الله. فإذا كان هناك خطأ، فإن إنذار المحبة بينك وبين أخيك وحدكما وكتمان الغلطة عن الآخرين هو تصرف بحسب فكر الله.
وبهذه المناسبة نجد في خروج 37 كلمة ذات أهمية: فإن الأعداد من 17-24 تتناول صُنع المنارة للخيمة. ومن بين القطع اللازمة للمنارة، الملاقط والمنافض، لايوجد سراج يبقى مشتعلاً طويلاً بدون استخدام الملاقط. ومن هنا رأى الله في حكمته أن يعدّ موسى شيئاً كهذا قد يبدو في الظاهر بلا قيمة.
لقد كانت الملاقط مصنوعة "من الذهب" وهو المعدن الذي يرمز إلى المجد الإلهي. ويشير أيضاً إلى البر الكامل (رؤ 3: 18 ) . فقد يحدث أن واحداً من قدسي الله يفقد نضارته، ولا يعود يضيء لامعاً لله كما كان من قبل. فالكاهن ومعه الملاقط الذهبية، هو الذي يقوم بهذه العملية الشاقة، وهي عملية [تنفيض] السُرج. "أيها الأخوة إن وقع إنسان في زلة ما، فاصلحوا أنتم الروحانيين مثل هذا بروح الوداعة ناظراً إلى نفسك لئلا تجرب أنت أيضاً" (رؤ 3: 18 ) . وبهذه الطريقة تتم عملية (التنفيض) بحسب فكر الله ويعود نورنا يشتعل مرة أخرى وبأكثر لمعان.
ولكن ماذا بعد ذلك؟ هل نذيع علي الملأ غلطة هذا الشخص ونجعلها موضوع مناقشة عامة؟ ففي أيام المنارة لم تكن هناك ملاقط فقط، بل كانت هناك أيضاً منافض (وهي أوانى يلقى فيها رماد السُرج) وكانت المنافض من ذهب أيضاً. فكان على الكاهن أن يلقى في هذه المنافض الذهبية تلك القطع السوداء التي كان قد أزالها من الفتيلة.
وبهذه الوسيلة الحكيمة يمكن استرداد كثيرين من الشاردين الذين غرقوا في طين الحمأة. وبها أيضاً يتمجد ويكرم ربنا يسوع، فإنه هو القائل "فإن كنت وأنا السيد والمعلم قد غسلت أرجلكم، فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعض".
اعطنا يارب ان نصلي من اجل الخطاه ونساعدهم علي التوبه ولانكون سبب عثره لهم بالوشايه ونقل الكلام وفضيحتهم بل نستر عليهم كما سترت علينا انت
الــتـــوقـيـــــــــــع