قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ
+ (متى 1: 18) أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَكَانَتْ هَكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ
مما يعنى أن يوسف إجتمع مع مريم وتزوجها بعد ولادة يسوع.
الرد:
بمراجعة الآيات التالية:
+ (لوقا 1: 26-28) 26وَفِي الشَّهْرِ السَّادِسِ أُرْسِلَ جِبْرَائِيلُ الْمَلاَكُ مِنَ اللهِ إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ الْجَلِيلِ اسْمُهَا نَاصِرَةُ. 27إِلَى عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُلٍ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ اسْمُهُ يُوسُفُ. وَاسْمُ الْعَذْرَاءِ مَرْيَمُ.
+ (متى 1: 20) وَلَكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هَذِهِ الأُمُورِ إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.
يتضح أن مريم كانت عذراء قبل ولادة السيد المسيح، وعبارة قبل أن يجتمعا التى ذكرها الكتاب المقدس عن مريم العذراء تعنى سكنها فى بيت يوسف النجار ومعيشتها معه فى منزلة. وإن كان البعض يشكك أنها تعنى العلاقة الزوجية بينهما، فهذا غير صحيح كما سنبين لاحقاً.
وبدايةً نود أن نوضح أن هناك بعض ترجمات للكتاب المقدس قائمة على أساس عقيدى تشرف عليها الآن بعض الهيئات البروتستانتية ومنها ترجمة دار الكتاب المقدس العربية المعروفة بإسم ترجمة فاندايك وسميث، والترجمة العربية المبسطة، والترجمة الجليلية، وهذه الترجمات تهاجم عقيدة بتولية القديسة مريم العذراء، فعلى سبيل المثال:
الترجمة العربية المبسطة:
+ (متى 1: 18) أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ المَسِيحِ فَقَدْ تَمَّتْ كَمَا يَلِي: كَانَتْ أُمُّهُ مَرْيَمُ مَخْطُوبَةً لِرَجُلٍ اسْمُهُ يُوسُفُ. وَلَكِنْ قَبْلَ أَنْ يَتَزَوَّجَا، عَلِمَتْ أَنَّهَا حُبْلَى بِقُوَّةِ الرُّوحِ القُدُسِ.
الترجمة العربية المبسطة: (متى 1: 25) لَكِنَّهُ لَمْ يُعَاشِرْهَا حَتَّى وَلَدَتِ الطِّفلَ، الَّذِي سَمَّاهُ "يَسُوعَ."
الترجمة الجليلية: (متى 1: 25) لكنه لم يجتمع بها إلى أن ولدت إبنها، فسمَّاهُ يسوع.
وتذكر الترجمة الجليلية فى الحاشية أن يوسف تزوج مريم وأنجب منها أولاد.
أما بالنسبة لعبارة قبل أن يجتمعا فقد أورتها كثير من الترجمات بمعنى سكن العذراء فى بيت يوسف النجار والعيش معه كالتالى:
ترجمات (متى 1: 18)
+ ترجمة فاندايك وسميث: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.
+ الترجمة الكاثوليكية: أَمَّا أَصلُ يسوعَ المسيح فكانَ أنَّ مَريمَ أُمَّه، لَمَّا كانَت مَخْطوبةً لِيُوسُف، وُجِدَت قَبلَ أَن يَتَساكنا حامِلاً مِنَ الرُّوحِ القُدُس.
+ ترجمة الأخبار السارة: وهذِهِ سيرَةُ ميلادِ يَسوعَ المَسيحِ: كانَت أُمٌّهُ مَريَمُ مَخْطوبَةً ليوسفَ، فَتبيَّنَ قَبْلَ أنْ تَسْكُنَ مَعَهُ أنَّها حُبْلى مِنَ الرٌّوحِ القُدُسِ
+ ترجمة الكتاب الشريف: وَتَمَّتْ وِلاَدَةُ عِيسَى الْمَسِيحِ كَمَا يَلِي: كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسِفَ، وَلَكِنْ قَبْلَ أَنْ تَسْكُنَ مَعَهُ تَبَيَّنَ أَنَّهَا حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُّوسِ
+ الترجمة البولسية: وأَمَّا مَوْلِدُ يسوعَ المسيحِ فكانَ هكذا: لمَّا خُطِبَتْ مريمُ أُمُّهُ ليوسفَ، وُجدَتْ، من قَبْلِ أَنْ يَسْكُنا معًا، حُبْلَى من الروحِ القدُس.
+ (ASV) Now the birth of Jesus Christ was on this wise: When his mother Mary had been betrothed to Joseph, before they came together she was found with child of the Holy Spirit.
+ (Bishops) The birth of Iesus Christe was on this wise. When as his mother Marie was betrouthed to Ioseph (before they came together) she was founde with chylde of the holy ghost.
+ (EMTV) Now the birth of Jesus Christ was like this: After His mother Mary had been betrothed to Joseph, before they came together, she was found pregnant by the Holy Spirit.
+ (ESV) Now the birth of Jesus Christ took place in this way. When his mother Mary had been betrothed to Joseph, before they came together she was found to be with child from the Holy Spirit.
+ (Geneva) Nowe the birth of Iesvs Christ was thus, When as his mother Mary was betrothed to Ioseph, before they came together, shee was found with childe of the holy Ghost.
+ (IAV) Now the birth of Yehowshua HaMoshiach was on this wise: When as his mother Miryam was espoused to Yosef, before they came together, she was found with child of Ruach HaKodesh.
+ (ISV) Now the birth of Jesus Christ happened in this way. When his mother Mary was engaged to Joseph, before they lived together she was discovered to be pregnant by the Holy Spirit.
+ (KJV) Now the birth of Jesus Christ was on this wise: When as his mother Mary was espoused to Joseph, before they came together, she was found with child of the Holy Ghost.
+ (KJV-1611) Now the birth of Iesus Christ was on this wise: When as his mother Mary was espoused to Ioseph (before they came together) shee was found with childe of the holy Ghost.
+ (NIV) This is how the birth of Jesus Christ came about: His mother Mary was pledged to be married to Joseph, but before they came together, she was found to be with child through the Holy Spirit.
+ (RV) Now the birth of Jesus Christ was on this wise: When his mother Mary had been betrothed to Joseph, before they came together she was found with child of the Holy Ghost.
وكلمة: "قبل" باليونانية: Prin، وبالقبطية: Em Pate
وهى لا تلزم بحدوث الفعل الذى يليها، بل إنها قد تعنى إبطال حدوث الفعل التالى لها، مثل:
+ (خروج 1 : 19) انَّ النِّسَاءَ الْعِبْرَانِيَّاتِ لَسْنَ كَالْمِصْرِيَّاتِ فَانَّهُنَّ قَوِيَّاتٌ يَلِدْنَ قَبْلَ انْ تَاتِيَهُنَّ الْقَابِلَةُ».
+ (أمثال 17 : 14) اِبْتِدَاءُ الْخِصَامِ إِطْلاَقُ الْمَاءِ فَقَبْلَ أَنْ تَدْفُقَ الْمُخَاصَمَةُ اتْرُكْهَا.
+ (أشعياء 66 : 7) قَبْلَ أَنْ يَأْخُذَهَا الطَّلْقُ وَلَدَتْ. قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ عَلَيْهَا الْمَخَاضُ وَلَدَتْ ذَكَراً.
إذن فولادة الإبن تعنى هنا إبطال حدوث الفعل التالى، وهو أن يعرفها.
ولذلك كان هدف الانجيل من ذكر عبارة قبل أن يجتمعا، هو إثبات أن المسيح قد ُحبل به من عذراء لم تعرف رجلاً لسببين:
1- إثبات أن المولود لم يولد ولادة طبيعية من أبوين كباقى الناس، إنما ولادته من عذراء دليل على لاهوته، إذ يكون قد ولد من الروح القدس وبدون زرع بشر، وهذا ماعبر عنه الملاك بقوله "لأن الذى حبل به فيها هو من الروح القدس" (متى 1: 20)
2- ولادته من عذراء من غير زرع بشر، تجعلنا نؤمن أنه لم يرث الخطية الجدية.. وبهذا يكون قادرا على خلاص البشر، لأنه إذ هو بلا خطية يمكن أن يموت عن الخطاه ويخلصهم.
لذلك كان تركيز الإنجيل أن العذراء لم تجتمع برجل قبل ميلاد المسيح لاثبات ميلاده العذرواى.
ويُعلّق هلفيديوس أحد منكرى بتولية مريم العذراء في أواخر القرن الرابع على قول الإنجيلي:
"قبل أن يجتمعا وُجدت حبلى"
بأن في هذا دليل ضمني على إجتماعهما بعد ولادة يسوع، ناكرًا بتوليّة القدّيسة مريم.
ورد علية القدّيس جيروم:
- لو أن إنسان قال: قبل الغذاء في الميناء أبحرت إلى أفريقيا
فهل كلماته هذه لا تكون صحيحة إلا إذا أرغم على الغذاء بعد رحيله!
- إن قلت أن: بولس الرسول قُيّد في روما قبل أن يذهب إلى أسبانيا،
فهل يلزم أن يحلّ بولس من الأسر ويمضي مباشرة إلى أسبانيا؟
- إن قلت: أدرك الموت هلفيديوس قبل أن يتوب
فهل ينبغي لهلفيديوس أن يتوب بعد موته؟
فعندما يقول الإنجيلي "قبل أن يجتمعا"، فهو يُشير إلى الوقت الذي سبق الزواج مظهرًا أن الأمور قد تحقّقت بسرعة حيث كانت هذه المخطوبة على وشك أن تصير زوجة. وقبل حدوث ذلك وُجدت حُبلى من الروح القدس... لكن لا يتبع هذا أن يجتمع بمريم بعد الولادة.
وكذلك لو قلنا مثلاً أن أحد القديسين إنتقل إلى الأمجاد السماوية قبل أن يؤلف كتاباً
فهل يعنى هذا أنه ألف الكتاب بعد رحيله عن هذا العالم؟
ولو قلنا أن مات الرجل قبل أن يكمل طعامه
فهل معنى ذلك أنه أكمل طعامه بعد الموت؟؟!! كلا
وبالمثل: قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا وُجِدَتْ مريم حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ
فهل معنى ذلك إنهما إجتمعا بعدما وجدت مريم حبلى من الروح القدس؟؟!! حاشا كلا
وإنما كان المقصود هو أن حمل العذراء بالمسيح تم بدون زرع بشر، لدرجة أن متى الرسول أكد أنهما ولا حتى إجتمعا أثناء الحمل (الزواج)، لأن هدفة كان الإعلان أن الحمل تم بقوة الروح القدس، ولا يمكن أن يكون قصده أنهما إجتمعا بعد الميلاد أو أن كلامه يعنى ضمناً إنهما إجتمعا. لأن متى وصف العذراء حسب نبؤة أشعياء "هوذا العذراء تحبل" (متى 1: 23) بكلمة (بارثينوس) وهى تعنى الفتاة العذراء البتول التى لم تعرف رجلاً قط.