صابرين فى الضيق
†††
فضيلة الصبر
" الذى يصبر إلى المنتهى فهذا يخلُص " ( مت 10 : 22 )
+الصبر: من الفضائل الأمهات التى تلد بنين كثيرين : كالأحتمال ، والأنتظار بلا ملل ولا ضجر ، ويقود للإيمان . ومن ثماره : الشكر ، وتسليم المشيئة لله ، والفرح أخيراً بالنجاح ، والسلام والراحه النفسية والبدنية .
+ والمصدر الأساسى للصبر وطول الأناة ، هو مداومة ممارسة كل وسائط النعمة، والمشورة الحكيمة ، فيفيضالروح القدس فى النفس بثماره ، ومنها" طول الأناة " ( غل 5 : 22- 23 ) .
+ ويرى الآباء أن عدم الصبر ( أو التسرع ) يقود غالباً للفشل واليأس .
+ بينما نرى " الأمثال " تدعو للصبر للتغلب على المُحال : " دواء الزمن الصبر عليه " ، " الصبر طيب " ، " ربنا عوض صبرنا خيراً " ، " الصبر مفتاح الفرج " ، " صبرنا ونلنا " ، " الصبر مُر وآخرته حلوة " ............... الخ .
+ ويحثنا الرب على ضرورة الصبر ، حتى يقضى الرب الأمر ، وترتاح النفس وتخلص من الخطايا والعادات الضارة :
·" بصبركم اقتنوا ( اشتروا ) أنفسكم " ( لو 21 : 19 ) .
·" الذى يصبر إلى المنتهى ، فهذا يخلُص " ( مرقس 13 : 13 ) .
·" قد سمعتم بصبر أيوب ، ورأيتم عاقبة الرب " ( يع 5 : 11 ) .
·" إن كنتم تتألمون – عاملين الخير – فتصبرون ، فهذا ( له ) فضل ( جزاء ) عند الله ، فإن المسيح أيضاً تألم لأجلنا ( صبر على آلام الصليب ) تاركاً لنا مثالاً ، لكى تتبعوا أثر خطواته " ( 1 بط 2 : 20 – 21 ) .
+ ونصحنا القديس بولس بالسلوك على مثاله" فى الصبر "وقال :
·" أنا أصبر على كل شئ" ( 2 تى 2 : 10 ) ، " صابرين فى الضيق " ( رو 12 : 12 ) .
·" إنكم تحتاجون إلى الصبر " ( عب 10 : 36 ) . ويلزم التمثل بالشهداء :
·" إذ لنا سحابة من الشهود ( الشهداء ) لنُحاصر بالصبر فى الجهاد الموضوع أمامنا ، ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع ، الذى من أجل السرور الموضوع أمامه ، احتمل الصليب " ( عب 12 : 1 – 2 ) .
+ وعن بركات الصبر :
·قال القديس بولس:" إن كنا نصبر ( نحتمل أذى الأشرار ) فسنملك معه " ( 2 تى 2 : 12 ) .
·وقال داود : " انتظاراً انتظرت الرب ، فمال إلىّ ، وسمع صراخى " ( مز 40 : 1 ) .
·وقال إشعياء : " أما منتظروا الرب فيجددون قوة ، يرفعون أجنحة كالنسور " ( إش 40 : 31 ) .
+ وقد صبر دانيال وأصجابه الثلاثة على أذى أشرار بابل ، فأنقذهم الرب من الوحوش والنيران ، وصبر يونان حتى أنقذه الله من جوف الحوت .
+ وصبرت أم النور مريم فى كل مراحل حياتها ، إلى أن نالت راحتها .
+ وصبر المفلوج سنوات طويلة ، حتى شفاه يسوع .
+ وصبر الشهيد يعقوب المقطع ، حتى بقى من جسده رأسه وجزء من صدره ، وتنيح وفرح ، واستراح فى عالم المجد .
+ فهل نقلد ( يا أخوتى / وأخواتى ) ، كل هؤلاء السابق ذكرهم ؟! أم نستمع لصوت عدو الخير ، الداعى إلى اليأس ، وعدم الاستمرار فى حمل الصليب ، وضياع الأكليل ، والندم الدائم ، فى العالم الآخر ؟! .
+ ومن الواضح منطقياً ومن الحكمة العالية ، أن يستمر المرء فى سلوك طريق الكفاح – والجهاد الروحى مع النعمة – إلى آخر نسمة ، حتى ينعم أخيراً بملكوته ، وأن يثق أن الرب بجواره ، طالما صبر وشكر ، وانتظر ، حتى ولو لسنوات طويلة ، لأنه لا بُد يأتى ، ولو فى الهزيع الأخير من الليل ، أو فى أوقات اشتداد الحروب الروحية والعالمية .
+ والحمد لله على كل حال ، لأن إرادته صالحة لنا دائماً ( رو 8 : 28 ) ، حتى ولو بدت غير ذلك ، فى نظر المرء القاصر ، والذى لا يعلم الصالح لنفسه فعلاُ .