الحنان الإلهي
فتحنن يسوع ... ( مر 1: 41 )
في الأناجيل الأربعة نقرأ عن الحنان الإلهي في سبعة مواقف جميلة تعبِّر بوضوح عن «أحشاء رحمة إلهنَا» ( لو 1: 78 ).
(1) حنان الراعي للقطيع: «ولما رأى الجموع تحنن عليهم، إذ كانوا منزعجين ومنطرحين كغنمٍ لا راعي لها» ( مت 9: 36 ؛ مر6: 34). إن خدمة الراعي لا تنفصل عن أحشاء الحنان.
(2) حنان الغافر للخطايا: فهو ذلك السيد الحنَّان، الذي إذ رأى إفلاس عبده، فقد «تحنن سيد ذلك العبد وأطلقه، وترك له الدين» ( مت 18: 27 ). وذلك في مقابل أن يدفع هو ـ له كل المجد ـ على الصليب، الدَّين كله.
(3) حنان شافي الأجساد: الذي إزاء صراخ الأعميين، الجالسين على الطريق، إليه لأن يرحمهما «فتحنن يسوع ولمس أعينهما، فللوقت أبصرت أعينهما فتبعاه» ( مت 20: 34 )، وكعادته، سبق حنانه شفاءه.
(4) حنان شافي النفوس: الذي «أتى إليه أبرص يطلب إليه جاثيًا وقائلاً له: إن أردت تقدر أن تطهرني. فتحنن يسوع ومدّ يده ولمسه وقال له: أريد، فاطهُر!» ( مر 1: 40 ، 41). فليس فقط شفاه من برصه، لكنه ـ بلمسه إياه ـ شفى نفسه المكسورة والتي طالما عانَت من نفور الناس منها.
(5) حنان مُحيي النفوس: فعند دخوله إلى نايين «إذا ميتٌ محمولٌ، ابن وحيدٌ لأمهِ، وهي أرملة .... فلما رآها الرب تحنن عليها، وقال لها: لا تبكي. ثم .... قال: أيها الشاب، لك أقول: قُمّ! فجلس الميت وابتدأ يتكلم، فدفعه إلى أُمهِ» ( لو 7: 12 - 15).
(6) حنان مُحيي الأرواح: فهو السامري الصالح الحقيقي الذي عندما رأى بؤس وشقاء ذلك الإنسان المسروق والمجروح والمتروك بين حي وميت، كان أول رد فعل له أنه «لما رآه تحنن» ثم «تقدَّم وضَمَدَ جراحاته، وصبَّ عليها زيتًا وخمرًا، وأركبه على دابته، وأتى به إلى فندقٍ واعتنى به» ( لو 10: 33 ، 34).
(7) حنان مُسترِد الضال: فقد قيل عن الأب العجيب في قصة الابن الذي كان ضالاً فوُجدَ، أن أول ردّ فعل عندما رأى ابنه الضال: «إذ كان لم يَزَل بعيدًا رآه أبوه، فتحنن وركض ووقع على عُنقهِ وقبَّلهُ» ( لو 15: 20 ). هذا هو حنان الأب ... وهذا هو حنان المسيح، الذي لم يَزَل يشفي ويُحيي كما في القديم. فهل أخذت من حنانه نصيبًا؟؟؟
وهل تتمتع بهذا الحنان؟؟؟