كان لاحد العلماء و يدعى سمبسون و هو مخترع الكلوروفورم المستخدم فى التخدير.
كان له ابنه وحيد مات فجاة فترك فى نفس الاب حزنا شديدا جدا اذ حسب نفسه لن يرى ابنه مرة ثانية و كم حاول كثيرا من اصحابه تعزيته دون فائدة .
و لكن احد اصدقائه اشار عليه بفكرة بسيطة جدا فى ظاهرها و لكن قوية جدا فى تاثيرها استطاعت ان تخترق اعماقه لتملا قلبه بتعزية كبيرة.
اذ طلب هذا الصديق من سمبسون ان يضع على قبر ابنه صورتين احداهما لدودة القز و الاخرى لفراشة.
و لقد كان سمبسون سريع البديهة فى فهم قصد صديقه مما ابعد عنه الحزن و عزاه .
و اذ قال فى نفسه: ان كانت دودة القز التى تحيا و تتحرك هنا و هناك و عندما ياتى فصل الخريف تجدها هكذا تغطى ذاتها بنسيج حريرى دقيق سرعان مايزداد تماسكا و صلابة حتى ما يتكون فى النهاية بما يعرف بالشرنقة و التى تكون بداخلها دود القز فى معزل عن الاعين حتى يظن البعض انها قد ماتت و كان الشرنقة قد صارت قبرا لها و لكن ما ان ياتى الربيع حتى تتفتح الشرنقة تلقائيا و تخرج منها دود القز بعد ان تكون لبست صورة افضل بكثير مما كانت عليه قبل دخول الشرنقة اذ تخرج فراشة رائعة الجمال تطير فى المرتفعات و فوق الاغصان و الاشجار.
و هكذا قال سمبسون فى نفسه: ان كانت الدودة تقوم هكذا لتصبح فراشة جميلة بعد ان حسبناها قد ماتت فلابد ان يقوم ابنى و بدلا من صورة الجسد الضعيف الترابى الذى كان له قبل الموت و كان اشبه بالدودة التى تزحف على الارضيات. سيلبس صورة الجسد النورانى الممجد الاشبه بالفراشة ليحلق فى السماوات.
نعم ما اروع قول بولس الرسول عن الرب يسوع القائم من الموت بجسد نورانى ممجد :"الذى سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون على شكل صورة جسد ممجد