"قدسوا صوماً. نادوا باعتكاف" (يوئيل2: 15)
+ اليوم يبدأ "رفاع" صوم الميلاد .. والمقصود "بالرفاع" رفع كل طعام حيواني عن مائدتنا، ورفع القلب إلى الرب "بالتوبة" والإستعداد "للتدريب" على ترك خطية محبوبة أو عادة شريرة، والتدريب على اكتساب فضيلة جميلة.
+ إذن- كما هو واضح – ليس المقصود بالرفاع هو أكل كمية من اللحوم قبل بدء الصوم، كما يحدث عادة الآن- من كثير من الناس- للأسف الشديد. فهذا مفهوم غير روحي اطلاقاً لمعنى الرفاع لأنه بدون هدف مفيد.
+ ومن أهم الشروط التي وضعها الرب، للصوم المقبول والمرفوض، هو ما ورد في (الإصحاح 58) من سفر إشعياء النبي. ونلخصه فيما يلي ليسير على هديه الصائم مدة الصوم كلها، ثم يراجع في نهايتها ما تحقق من نتائج [(ترك خطية (خطايا) + اكتساب فضيلة (فضائل)].
+ يتساءل الرب: "يقولون (اليهود) لماذا صمنا ولم تنظر؟َ! ذللنا أنفسنا ولم تلاحظ؟! (لا يغيره انتباهاً)" (إش58: 3).
وتلك هي الإجابة المحددة لرفض هذا الصوم:-
1- "في صومكم توجدون مسرة + وبكل أشغالكم تسخرون"
أي في صومكم أنتم مشغولون بالمسرات والملاهي (تقابل وسائل الإعلام في الوقت الحالي)، بالإضافة إلى انشغالكم الطويل بأعمالكم العالمية، دون توفير وقت معين للجلوس في خلوة للصلاة وللقراءة في الكتاب المقدس وفي الكتب الروحية.
2- "ها إنكم للخصومة وللنزاع تصومون + وتضربوا بلكمة الشر"
أي صوم بلا سلام ولا صلح مع الغير (قضايا وصراع مع البشر) باللسان أو بالأيدي.
3- "تصومون لتسميع صوتكم في العلاء"
صوم مع غضب وثورات وصوت مرتفع، وقال الرب: "متى صمتم فلا تكونوا عابسين" (مت6: 16).
+ والصوم المقبول في نظر الرب، شروطه هي ما يلي:-
1- "يذلل الإنسان نفسه + يحني كالأسلة رأسه"
يتضع، ويفرش تحته مسحاً ورماداً (كما فعل أهل نينوى).
2- "حل قيود الشر (العادات الضارة) + فك عقد النير"
التخلص من العادات الضارة، والتحرر من هموم العالم ومن العقد النفسية.
3- أن تكسر للجائع خبزك، وأن تدخل المساكين التائهين إلى بيتك"
عمل الخير للغير باستمرار. لا سيما الفقراء.
4- "أن تنزع الإيماء بالإصبع (إدانة الناس) وكلام الإثم"
عدم إدانة الغير، وعدم خروج كلمات ردية من أفواهنا على الغير.
5- تكريس يوم الرب للعبادة، وليس لراحة الجسد فقط.
+ ومن بركات الصوم المقبول في نظر الله ما يلي:-
1- "تنبت صحتك سريعاً (وليس كما يتحجج البعض بأن الصوم يضعف الصحة)
... وتدعو فيجيب الرب... ويقودك الرب على الدوام.
2- حينئذ (بالصوم السليم) تتلذذ بالرب (العشرة الجميلة معه)
+ أحبائي .. مع بداية الصوم علينا جميعاً أن نعيد قراءة هذا النص المقدس (إش58) مع (اصحاح 7) من انجيل القديس متى، لأخذ الدروس المستفادة للنفس في الصوم.
والخروج بنتيجة هامة عن فائدة الصوم المقبول، والمعتمد على التداريب الروحية، وليس على التقليد الشائع للصوم، أو اعتبار الصوم نظام غذائي (رجيم) لتقليل الوزن، أو لتوفير المال، أو بهدف الحصول على أجر أرضي من الناس.
منقوووووووووووووووووووول
اذكروا من له كل التعب واذكروا ضعفي في صلواتكم