مـنـتــدى نـــــــــور العـــــــــالم يرحب بكم
التكلم بالسنة Lzk6uc72lyrv
مـنـتــدى نـــــــــور العـــــــــالم يرحب بكم
التكلم بالسنة Lzk6uc72lyrv
مـنـتــدى نـــــــــور العـــــــــالم يرحب بكم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مـنـتــدى نـــــــــور العـــــــــالم يرحب بكم

أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ
 
الرئيسيةNOR AL3ALMأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 التكلم بالسنة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مونيكا
+ † + † +
+  †   +  †   +
مونيكا


التكلم بالسنة 56158702
عدد المساهمات عدد المساهمات : 578
الانتساب الانتساب : 03/01/2010

التكلم بالسنة Empty
مُساهمةموضوع: التكلم بالسنة   التكلم بالسنة U4arw72nrl02الأربعاء مايو 26, 2010 12:10 am

التكلم بالسنة 40
التكلم بالسنة

فما هو تعليم الكتاب عن التكلم بألسنة .
نلاحظ النقاط الآتية من دراسة الكتاب وبخاصة { 1كو14} الذي يمكن أن نسميه أصحاح الألسنة .
1)* الألسنة هي الأخيرة في ترتيب المواهب :


عندما ذكر بولس الرسول مواهب الروح في رسالته الأولي إلي كورنثوس ، جعل التكلم بألسنة وترجمة الألسنة في آخر المواهب فقال :
{ فأنواع مواهب موجودة ، لكن الروح واحد فإنه لواحد يعطي بالروح كلام حكمة ولآخر كلام علم حسب الروح الواحد . ولآخر إيمان بالروح ، ولآخر مواهب شفاء بالروح الواحد . ولآخر أعمال قوات ، ولآخر نبوءة ولآخر تمييز الأرواح . ولآخر أنواع الألسنة بمفرده كما يشاء }{1كو12: 4-11}.
وهكذا جعل التكلم بألسنة ، ترجمة الألسنة ، في آخر قائمة المواهب ، ويسبق الألسنة : الحكمة ، والعلم والإيمان ، ومواهب الشفاء ، وأعمال القوات ، والنبوءة وتمييز الأرواح ..
وقال الرسول أيضا : { فوضع اله أناساً في الكنيسة : أولاً رسلاً ، ثانياً أنبياء ثالثاً معلمين ، ثم قوات ، وبعد ذلك مواهب شفاء ، أواناً تدابير ، وأنواع ألسنة {1كو12: 28}.
وهكذا وضع التكلم بالسنة في آخر المواهب ….

***
وقال : ر جدوا للمواهب الحسني ، وأيضا أريكم طريقا أفضل}{1كو13:12}.وشرح أن هذا الطريق الأفضل هو المحبة {1كو13} وشرح كيف أن هذه المحبة أهم وأعظم من النبوءة وكل علم ،ومن كل الإيمان الذي ينقل الجبال ، ومن العطاء والنسك .
وشرح أن المحبة أهم من التكلم بالسنة الناس والملائكة .. وليس ألسنة الناس فقط . فقال : {إن كنت أتكلم بألسنة الناس والملائكة .. وليس ألسنة الناس فقط . فقال { إن كنت أتكلم بألسنة الناس والملائكة ، ولكن ليس لي محبة ، فقد صرت نحاساً يطن أو صنجاً يرن {1كو1:13}.

***
2)* التكلم بألسنة ليس للكل :
رأينا فيما تقدم أن الله { قسم لكل واحد بمفرده كما يشاء }{1كو11:12}. { ولنا مواهب مختلفة بحسب النعمة المعطاة لنا }{رو6:12}. { وكما قسم الله لكل واحد مقداراً من الإيمان }{رو3:12}. ومن جهة التكلم بألسنة قال بصراحة :
{ ألعل الجميع رسل ؟ ألعل الجميع أنبياء ؟ ألعل الجميع معلمون ؟ ألعل الجميع أصحاب قوات ؟ ألعل للجميع مواهب شفاء ؟ ألعل الجميع يتكلمون بألسنة ؟ ألعل الجميع يترجمون }{1كو12: 29،30}.
وواضح من هذا أن الموهبة ليست للجميع .
إذن فحتى في العصر الرسولي لم يكن من الضروري أن ينال كل مؤمن موهبة التكلم بألسنة التي لم تكن علامة ضرورية لاثبات حلول الروح في الإنسان . فقد يكون الإنسان قديساً ولا يتكلم بألسنة .
إن الله يعرف متي يعطي المواهب ، ولماذا يعطيها . وقد منح التكلم بألسنة في عهد الرسل بوفرة شديدة في بداية الكرازة ، من أجل البنيان ، إذا كانت لأزمة جداً في ذلك الزمان .
ولكن الألسنة ليست لازمة لكل زمان ، وفي ذلك يقول الكتاب : { أما اللسنة فستنتهي }{1كو8:13}.
وحتى في زمن الرسل ، ماذا كانت شروط التكلم بألسنة ؟ إننا بقراءة {1كو14}. نري شروطاً منها :
3)* يجب أن تكون الألسنة لبنيان الكنيسة :
إن أهم عبارة تميز أصحاح الألسنة {1كو14}، هي كلمة { للبنيان } ذكرها الرسول مرات عديدة ، وأصر عليها جداً.
وقال في صراحة : { فليكن كل شئ للبنيان }{1كو26:14}. وقال أيضاً : { هكذا أنتم أيضاً ، إذ أنكم غيورون للمواهب الروحية اطلبوا لأجل بنيان الكنيسة أن تزدادوا }{ع12}.
ومن أجل بنيان الكنيسة ، ذكر أن { من يتنبأ أعظم ممن يتكلم بألسنة }{ع5}.لأن { من يتكلم بلسان يبني نفسه ، وأما من يتنبأ فيبني الكنيسة }{ع4}. وكانت كلمة التبوء تعني قديماً التعليم أيضاً . وقد فضل الرسول هذا التنبوء { لأن من يتنبأ ، يكلم الناس ببنيان ووعظ وتعزية }{ع3}.

***
4)* شرط أساسي للألسنة هو ترجمتها :
قال الرسول : رمن يتكلم بلسان ، فليصل لكم يترجم }{ع13}وأضاف : { ولكن إن لم يكن مترجم ، فلصمت في الكنيسة }{ع28}.
والسبب عند الرسول واضح ، وهو بنيان الكنيسة . وفي البنيان فلصمت . وعبارة { يصمت }هي أمر رسولي .
إذن : إما بنيان الكنيسة بالترجمة ، وإما الصمت .
إن وجود المترجم شهادة علي صحة التكلم بلسان . وهكذا تكون موهبة الألسنة لشخص في وقت واحد : أحدهما هم المتكلم والثاني هو المترجم وينطبق قول الكتاب : { علي فم شاهدين أو ثلاثة ، تقوم كل كلمة } إن كانت الألسنة بل ترجمة فما لزومها ؟وكذلك ما لزومها إن كان الحاضرين يفهمون اللغة ؟

5)* مت معني } يبني نفسه {؟
يبني نفسه ، أي يكون في حالة روحية خاصة ، حالة حلول الروح ، وهي نافعة لبيانه الشخصي . هذه الحالة عليها ملاحظتان ذكرهما القديس بولس وهما :
أ‌- يصمت ، كأي عمل روحي خاص ، بينه وبين الله .
وفي ذلك قال : { فليصمت في الكنيسة ، وليكلم نفسه والله }{ع28} أمر بينه وبين الله ، يليق به المخدع المغلوق ، وليس الكنيسة أمام الناس . حينئذ يكون التكلم بلسان ، كنوع من الصلاة ، وحتي علي هذه يوجد تعليق :
ب‌- يكون الذهن بلا ثمر ، مجرد عمل للروح :
وفي هذا يقول الرسول : {لأنه إن كنت أصلي بلسان ، فروحي تصلي وأما ذهني ويصلي بذهنه أيضاً . يرتل بروحه ، ويرتل بذهنه أيضاً { ع15}. لكي يكون بنيانه الروحي أثبت وأقوي .

***
علي الرغم من عبارة : { يبني نفسه } هذه التي ذكرها الرسول في حرص وبملاحظات ، وأظهر أنها بنيان ناقص ، فان الرسول ، لأجل البنيان أيضاً يقول :
{ أشكر إلهي أني أتكلم بألسنة أكثر من جميعكم . ولكن في الكنيسة أريد أن أتكلم خمس كلمات بذهني ، لكي أعلم آخرين أيضاً . أكثر من عشرة آلاف كلمة بلسان }{ع18،19}.
إذن لا داعي لأن يسعى الناس بكل قواهم للتكلم بألسنة ويظنوها نصراً عظيماً .
هذا إذا كانت الألسنة موهبة حقيقية ن الروح القدس فماذا نقول إذن إن كان البعض يدعون أنهم يتكلمون بالسنة ، ولا نضمن صحة هذا الإدعاء ..

***
6)* الألسنة آية لغير المؤمنين :

يقول الرسول عن التكلم بألسنة { إذن الألسنة آية لا للمؤمنين ، بل لغير المؤمنين ..}{1كو22:14}.
ولأجل هذا السبب منح الله هذه الآية للكنيسة في بدء العصر الرسول ، لأجل انتشار الكرازة ، ولكي يصل الإيمان إلي شعوب وأمم لا تعرف لغة الأباء الرسل { الأرامية – او العبرية } . فيبشرون بالألسنة ، كما حدث في يوم الخمسين
{ فبهت الجميع وتعجبوا ..}{وتحيروا لأن كل واحد كان يسمعهم يتكلمون بلغته }{أع2: 7،6}.
ولكن ما منعي أن يقف شخص وسط أناس يتكلمون بنفس لغته ، لكي يكلمهم بلغة غريبة .. لهذا اشترط الرسول وجوب الترجمة { ولكن إن لم يوجد مترجم فليصمت }{1كو28:14}.

***
7)* الرسول اعتبر التكلم بألسنة تشويشاً ، إن لم يكن للبنيان .
فقال { إن كان الجميع يتكلمون بألسنة ، فدخل عاميون أو غير مؤمنين ، أفلا يقولون إنكم تهذون }{1كو23:14}.
{وهكذا أنت أيضاً إن لم تعطوا باللسان كلاماً يفهم .. فإنكم تكونون تتكلمون في الهواء }{1كو9:14}}فإن كنت لا أعرف قوة اللغة ، أكون عند المتكلم أعجمياً ، والمتكلم أعجمياً عندي }{1كو11:14}.
أقرأ كل الإصحاح لتثبيت من نفس المعني …..



الكل ينادي بالتوبة . لا يجادل في أهميتها أحد .
ولكن التوبة عند الأرثوذكس شئ ، وعند الطوائف الأخري شئ مختلف تماماً ، من جهة ما هيتها ، ومفعولها ، واتمامها ، ولزومها للخلاص ، وما يتعلق بها من أمور أخري . وسنتناول الآن هذه الخلافات واحداً فواحدا :
1)* التوبة } ســــــر { :
التوبة في المفهوم الأرثوذكسي هي سر أسرار الكنيسة السبعة اسمه سر التوبة { أما الطوائف البروتستانتية – وهي لا تؤمن بأسرار الكنيسة – فلا تنظر إلي التوبة كسر مقدس . وهناك إذن فرق بين { التوبة}و{ سر التوبة}
ولهذا الفارق دلالاته ونتائجه اللاهوتية . فما هي ؟

***
2)* التوبة والاعتراف :
في المفهوم الأرثوذكسي ، يمثل الاعتراف بالخطية جزءاً أساسيا من سر التوبة . ونقصد به الاعتراف علي الأب الكاهن { من يكتم خطاياه لا ينجح ومن يقر بها ويتركها يرحم }{أم13:28}.
وقد مارس الناس الاقرار بالخطية { الاعتراف بها } في العهد القديم { فإن كان يذنب في شئ من هذه ، يقر بما قد أخطأ به ر ويأتي إلي الرب بذبيحة لاثمه }{لا5:5}، والكتاب مملوء بأمثلة من الاعتراف واستمر الأمر إلي آخر نبي في العهد القديم ، او فترة ما بين العهدين ، يوحنا المعمدان ، والذي أتاه الناس من كل موضع { وأعتمدوا منه في الأردن ، معترفين بخطاياهم }{مت6:3}.
وفي العهد الجديد ، مارسوا الاعتراف بالخطية أيضاً .. { وكان كثيرون من الذين آمنوا ، يأتون مقرين ومخبرين بأفعالهم }{أع18:19}{ واعترفوا بعضكم علي بعض بالزلات }{يع16:5}.
أما الطوائف البروتستانتية فلا تعتقد بالاعتراف ، ولا تدخله ضمن نطاق التوبة .
3)* التـــوبـــة والكنيسة :
حقا أن التوبة عمل داخل القلب ، يشمل الندم وتبكيت الضمير والعزم علي ترك الخطية وتركها بالفعل ،قلباً وعملاً . ولكن التوبة تتم داخل الكنيسة بالاعتراف والتحليل …
من جهة الخاطئ ، والاعتراف بالخطية ومن جهة الكاهن ، قراءة التحليل ومنح المغفرة { اقبلوا الروح القدس ، من غفرتم خطاياه تغفر له ، ومن امسكتم خطاياه أمسكت }{يو20: 22،23}.
ويتبع هذا أيضاً الإرشاد الذي يتلقاه التائب من أبيه الروحي ، لكيما يثبت في توبته .
أما الطوائف البروتستانتية ، فتقدم توبة منفصلة تماما عن الكنيسة ، مجرد عمل فردي لا علاقة له بالكهنوت . لن البروتستانتية لا تؤمن بالكهنوت إنما تؤمن بعلاقة مباشرة مع الله . والطوائف البروتستانتية في هذا الأمر علي نوعين :
1)* نوع يهاجم الاعتراف والكهنوت علناً . وهو النوع الأضعف لأنه مكشوف ، يحترس منه الثابتون في العقيدة ، كما أن آراء ظاهرة يمكن الرد عليها .
2)* النوع الثاني لا يهاجم الاعتراف و لا الكهنوت ولا التناول ، لكنه يريد أن ينسي الناس هذا الأسرار ، بعدم الحديث عنها ، وبتقديم بديل لها ، كأن يقول : أنت محتاج إلي التوبة ، والرجوع إلي الله . اذهب إليه اطرح نفسك عند قدميه ، اترك خطاياك عنده ليمحوها بدمه ، وتخرج في الحال مبرراً . كأن لم يخطئ من قبل . يغسلك فتبيض أكثر من الثلج …
وفي كل هذا ، لا يتحدث عن أهمية الاعتراف والتحليل والتناول ، يتركها لينساها الناس . وفي نفس الوقت يرون أمامهم كلاماً روحياً ، فينخدعون به ، وما أكثر البسطاء ، إنه طريق غير مكشوف ، وواجبنا أن نكشفه للناس .

***
4)* التوبة والخلاص :

كثير من البروتستانت يحاولون أن يبعدوا التوبة عن موضوع الخلاص ، في تركيزهم علي دم المسيح ، قائلين للناس ، أنت تخلصون بدم المسيح ، وليس بالتوبة . فالتوبة عمل من الأعمال وأنت لا تخلصون بالأعمال .
ونحن لا ننكر أن الخلاص يتم بدم المسيح . ولكن المسيح نفسه يعلمنا أنه لا خلاص بلا توبة . ويقول في ذلك { إن لم تتوبوا ، فجميعكم كذلك تهلكون }{لو3:13}.
إن التوبة لازمة للخلاص أنه لا يوجد أحد لا يخطئ ، ومادامت هناك خطية فللخطية عقوبة ، واجرة الخطية موت . ولا خلاص من هذا الموت إلا بالتوبة . التوبة تجعلنا مستحقين لدم المسيح . وإن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون .
5)* التوبة وعمل النعمة :
تري كثير من الطوائف البروتستانتية أن التوبة هي عمل من أعمال النعمة ، وإن كل مجهودات الإنسان لا قيمة لها . يكفي أن يلقي الإنسان نفسه تحت قدمي المسيح فيخلصه من خطاياه .
والتعليم الأرثوذكسي يري أن كل حياة الإنسان الروحية هي شركة بين الإنسان والروح القدس . الروح القدس يعين ، ولكن الإنسان لابد أن يجاهد . وإن لم يجاهد يبكته الرسول بقوله { لم تقاوموا بعد حتي الدم مجاهدين ضد الخطية }{عب4:12}.
والكتاب يصور الحياة الروحية حربا إلي سلاح الله الكامل إنها { مصارعة ليست من لحم ودم ، بل مع أجناد الشر الروحية }{أف6}، وهذه الحروب تحتاج بلا شك أن يقاتل الإنسان وينتصر …
هذا القتال ، هو ما عناه السيد المسيح في رسالته إلي ملائكة الكنائس السبع بقوله { من يغلب فسأعطيه }{رؤ3:2}. إن النعمة لا تعمل كل شئ ـ وإلا ما كان الله يقول { ارجعوا إلي أرجع إليكم }.

***
6)* التوبة والاختبارات :
الفكر البروتستانتي يعتبر التوبة اختباراً ، ويشجع أن يحكوا للناس عن اختباراتهم ، فيسمع منهم عبارة { أنا كنت {كذا } وصرت الآن كذا { ويظل يحكي عن خطاياه القديمة أما الكل بلا خجل ، مغطيا اياها بما وصل إليه من نعمة !
وإنه صمت يقولون له ر احكي اختباراتك }.
أما الأرثوذكسية فتمنع هذه القصص لأنها غالباً ما تحمل افتخاراً بالتغير الذي وصل إليه التائب …..


7)* التوبة بين الفرح والانسحاق :
تميل الأرثوذكسية إلي انسحاق نفس التائب ، متذكراً ما أساء به إلي الله ، مبللاً فراشة بدموعه كما فعل داود النبي .. أما البروتستانتية فتدعو الناس إلي الفرح الذي لا انسحاق فيه . بل كثيراً ما يتحول التائب حديثا إلي خادم ، بطريقة مباشرة ، لا تعطيه فرصة للحزن الداخلي علي خطاياه . ويعللون ذلك بأنه يجب أن يفرح بالخلاص ..
وردنا علي ذلك أنه ، أنه في تناول خروف الفصح – وسط فرح الشعب بنجاحه من سيف الملاك المهلك ، كان يأكل الفصح علي أعشاب مرة حسب أمر الرب { خر8:12}.
والأعشاب المرة كانت تذكرهم بخطاياهم ، التي بسببها وقعوا في عبودية فرعون .. حقاً إن أكل الفصح يذكرهم بالخلاص وبهجته ، ولكن الفصح يجب أن يؤكل علي أعشاب مرة .
ما هو مركز { الأعشاب المرة } في التوبة بالمفهوم البروتستانتي ؟!
إن أحد الكتب البروتستانتية هاجم حتي مجرد عبارة { يارب ارجم } التي نقولها في صلواتنا ، كما هاجم كل عبارات الانسحاق ، واتهمها بأنها ضد { بهجة الخلاص }!
Cool* التوبة والتجديد :
إن ما نسميه في الأرثوذكسية { توبة } كثيرا ما يسميه البروتستانت تجديدا ، أو ولادة جديدة أو خلاصاً .. فيسالون بعضهم بعضاً { هل تجددت ؟ هل خلصت ؟ هل اختبرت الولادة الجديدة !} .
ويكون كل ما يقصدونه هو عملية توبة ، لا اكثر ولا أق . مر بها هذا الشخص …
في المفهوم الأرثوذكسي ، كل هذه التعبيرات : التجديد ، الولادة الجديدة ، الخلاص ، تتم في سر المعمودية . أما التوبة فهي عملية تغيير في سلوك الإنسان .

***
9)* التوبة تسبق الأسرار :
إنها تسبق سر المعمودية ، كما قال بطرس الرسول { توبوا وليعتمد كل واحد منكم }{أع38:2}. وهي تسبق التنول كما قال معلمنا بولس الرسول { 1كو11: 27-29}. وهي تسبق سر مسحة المرضي { يع5: 14-15}.
وهكذا باقي الأسرار مادامت الأسرار نتعماً من الروح القدس ، ينبغي إذن التمهيد لها بنقاوة القلب بالتوبة .. أما البروتستانت ، فإذ لا يؤمنون بأسرار ، ولا بالتوبة كسر فهذا الكلام كله خارج عن مفاهيمهم .

***
10)* التوبة – السلوك ، والأعمال :
البروتستانت لا يرون الحياة المسيحية حياة سلوك وعمل ، بل هي حياة نعمة وإيمان ، والأرثوذكسية يهمها الإيمان والنعمة ، ولكنها تنادي مع الرسول { بأعمال تليق بالتوبة }{مت8:3}. وتري أن السلوك المسيحي ، ولازم للخلاص .
فإن كان البروتستانت يصرون علي أهمية الدم لتطهير الإنسان ، فإننا نضع أممهم قول يوحنا الرسول { في علاقة السلوك بالدم }{ولكن إن سلكنا في النور كما هو في النور ، فلنا شركة بعضنا مع بعض ، ودم يسوع ابنه يطهرنا من كل خطية }
{1يو1: 7}… وهذا وضع السلوك كشرط . لا تطهير بالدم بدون التوبة . التوبة شرط أساسي .

وساطة الكنيسة

+++
قال القديس بولس عن عمل السيد المسيح الكفارى في الفداء : { يوجد .. وسيط واحد بين الله والناس ، الإنسان يسوع المسيح الذي بذل نفسه فدية من أجد الجميع }{1تي5:2ؤ. وواضح هنا أن الكلام عن الفداء .
وبنفس المعني قال القديس يوحنا الرسول :{ إن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الله الآب : يسوع المسيح البار . وهو كفارة لخطايانا . ليس لخطايانا فقط ، بل لخطايا العالم كله {1يو2: 1،2}. وواضح أن الكلام عن الكفارة والشفاعة الكفارية .
إذن الوساطة التي تحدث عنها بولس الرسول خاصة بالفداء .
والشفاعة التي تحدث عنها الرسول خاصة بالكفارة ..
ولكن أخوتنا البروتستانت يستخدمون هاتين الآيتين إستخداماً واسعاً يخرجهما عن موضوع الكفارة والفداء ، غلي أنكار كل ما يعتقدونه وساطة بين الله والناس .
فيعتقدون بعلاقة مباشرة بين الله والناس ..
تجعلهم في غير حاجة إلي الكهنوت ووساطة الكنيسة ‍‍.!
هم يعتبرون الكهنوت وساطة ، فلا يؤمنون به ‍‍‍‍!!
وكذلك شفاعة القديسين وساطة ‍. فلا يعتقدون بها ‍‍‍!
وأيضاً الإعتراف ، والتحليل هما من عمل الكهنوت ، فلا حاجة لهم بهما ، إنها في علاقة مباشرة يعترفون علي الله ، ويأخذون المغفرة منه مباشرة …
وحتي بعد الوفاة ، لا أهمية في نظرهم للصلاة علي الموتي ، لأنها شفاعة من الكنيسة فيهم ..‍! ولون من الوساطة ‍!

***
ولنضرب مثلاً آخر بالمعمودية .
الولادة الجديدة التي ننالها في المعمودية {يو3: 5، تي 3،5}، وكذلك التبرير وغفران الخطايا بالمعمودية
{أع2: 38،22: 16}. يعتقد الإنسان البروتستانتي أنه ينال كل هذا بمجرد إيمانه . ويدخل الأمر إذن في علاقته المباشرة مع الله ، ولا حاجة إلي الكهنوت والكنيسة …
كأن المعمودية لا قيمة لها ، ولا علاقة لها بموضوع الخلاص ‍‍!! وكأن السيد المسيح لم يقل { من آمن واعتمد خلص }{مر16:16}. مع باقي الآيات التي تربط بين المعمودية والخلاص ، مثل {1بط3: 20،21}. {تي5:3}.
وهكذا يصل إلي الخلاص اللحظي ، أو الخلاص في لحظة !
ولأن المعمودية تتم عن طريق الكهنوت والكنيسة ، إذن لا دخل لها في موضوع خلاصه الذي يتوقف في اعتقاده علي مجرد العلاقة المباشرة بينه وبين الله ، دون وساطة الكنيسة ! أي بإيمانه الشخصي …
الأيمان

وهنا أحب أن أسأل سؤالاً بخصوص هذا الإيمان .
الإيمان الذي يري المسيحي البروتستانتي ، أنه ينال به التبرير والتجديد والتبني ومغفرة الخطايا ، والخلاص عموماً‍‍‍‍‍‍‍‍‍…
حتي يقول البعض { كله بإيمان }.
كيف ينال الإنسان الإيمان ؟ أليس عن طريق الكنيسة ؟
يقول القديس بولس الرسول في شرح عبارة { كل من يدعو بأسم الرب يخلص }{رو13:10}. { فكيف يدعون بمن لم يؤمنوا به ؟ وكيف يؤمنون بمن لم يسمعوا به ؟ وكيف يسمعون بلا كارز ؟ وكيف يكرزون لإن لم يرسلوا ؟ د
{ رو10: 14،15}. لإذن لابد من كارز يكون واسطة للإيمان . وهذا الكارز لابد أن ترسله الكنيسة .. إذن الكنيسة هي الوسيط الذي يوصل الإيمان إلي الناس ، والإيمان بالله . هوذا بولس الرسول يقول لهل كورنثوس عن وساطته هو وزميله أبلوس :
} فمن هو بولس ؟ ومن هو أبلوس ؟ بل خادمات آمنتم بواسطتهما { } كو3: 5 {.
إذن كان بولس وأبلوس وسيطين ، عن طريقهما وصل الإيمان إلي أهل كورنثوس . ونفس الوضع قيل في الإنجيل عن يوحنا المعمدان الكاهن { هذا جاء للشهادة ليشهد للنور ، لكي يؤمن الكل بواسطته }{يو7:1}. هذه إذن هي أول وساطة بين الله والناس : توصيل الناس إلي الإيمان بالله …

وإن لم يكن هناك وسطاء بين الله والناس ، فماذا كانت إذن وظيفة الأنبياء والرسل والمعلمين ؟‍‍‍‍!
هوذا الكتاب يقول عن الرب { وهو اعطي البعض أن يكونوا رسلاً ، والبعض أنبياء والبعض مبشرين ، والبعض رعاة ومعلمين }{أف11:4}. لماذا ؟ ما هو عمل كل هؤلاء ، إلا أن يكونوا وسطاء بين الله والناس . وذلك قال عن عملهم { لأجل تكميل القديسين ، لعمل الخدمة ، لبنيان جسد المسيح }{اف12:4}. إنهم ينقلون الإيمان إلي الناس …
فهل إن آمنوا يتركونهم ؟‍! كلا ، بل يعمدونهم ؟
وهكذا قال السيد المسيح لرسله القديسين { اذهبوا إلي العالم أجمع .وإكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها . من آمن واعتمد خلص }{مر16: 15،16}. وقال لهم أيضاً { أذهبوا وتلمذوا جميع الأمم . وعمدوهم باسم الآب والأبن والروح القدس . وعلموهم جميع ما أوصيتكم به }{مت28: 19،20}.

وبعمل الكنيسة في الكرازة والتعليم ، إنتشر الإيمان .

المعمودية
وكانت الكنيسة تعمد كل من يؤمن ..
الذين آمنوا في يوم الخمسين منن اليهود ، عمدهم الرسل وكانوا نحو ثلاثة آلاف { أع2: 37-41{. وعمدوا أهل السامرة
لما آمنون { أع8: 12،16}. والخصي الحبشي لما آمن اعتمد {أع8: 37،38}.. وسجان فيلبي الذي قال له بولس الرسول { آمن بالرب يسوع فتخلص أنت وأهل بيتك }{أع31:16}. هذا { اعتمد في الحال ، هو والذي له أجمعون }رأع33:16}. وكذلك اعتمدت ليديا بائعة الأرجوان هي وأهل بيتها {أع15:16}.
إذن كانت الكنيسة واسطة في نشر الإيمان ، وفي تعميد المؤمنين وأهلهم …
هل يجرؤ أحد إذن أن يقول – في غير موضوع الكفارة والفداء – لا وسيط بين الله والناس ؟ الكنيسة إذن كان من عملها الكرازة ونشر الإيمان . وكان يقومون أيضا بتعميد المؤمنين . والكتاب كان يسميهم أحيانا { سفراء }{2كو20:5}. أو { وكلاء الله }{ تي7:1}. أو { وكلاء سرائر الله }{1كو1:4} وماذا أيضاً ؟
عهد الرب إليهم ايضاً بالتعليم ، الذي لم يعهد به لكل احد .
التعليم
بعد أن عهد الرب لتلاميذه بالكرازة والتعميد ، قال لهم :
} وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به {} مت20:8{.
وهكذا عطف الرسل علي { خدمة الكلمة }{أع4:6}.، الكلمة التي قال عنها القديس يعقوب الرسول { شاء فولدنا بكلمة الحق }{1يع18:1}.. الكلمة توصل إلي الإيمان ، والإيمان يوصل إلي المعمودية ، والمعمودية بها الميلاد الثاني . والأصل هو كلمة التعليم .
وكما قال القديس بولس الرسول عن علاقة المسيح بالكنيسة { لكي يقدسها مطهرا إياها بغسل الماء بالكلمة }{أف26:5}. فالكلمة توصل الإيمان ، والإيمان يوصل إلي المعمودية وغسل الماء . وهذا الغسل من الخطايا يؤدي إلي التطهير والتقديس
وكما أن المعمودية والإيمان لهما علاقة بالخلاص {مر6:16}. كذلك كلمة التعليم ..
هي التي توصل إلي الإيمان والمعمودية ، ومن ثم إلي الخلاص .أو توصل إلي التوبة فالخلاص . هكذا قال القديس بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس الأسقف {لاحظ نفسك والتعليم وداود علي ذلك ز لأنك إن فعلت هذا ، تخلص نفسك والذين يسمعونك أيضاً }{1تي16:4}.
الولادة من اللة

إذن الكنيسة تلد الناس بالإيمان والمعمودية .
تلدهم بالروح القدس { من الماء والروح }{يو5:3}. تلدهم لله ، فيصرون أبناء الله .. وفي هذا المعني يقول القديس بولس الرسول في رسالته إلي فليمون { أطلب إليك من أجل ابني أنسيموس ، الذي ولته في قيودي }{ فل10}.وبولس الرسول كان بتولاً وهو هنا يقصد الولادة الروحية لأنسيموس . وبالمثل يقول لأهل كورنثوس { وإن كان لكم ربوات من المرشدين ، لكن ليس آباء كثيرون . لأني أنا ولدتكم في المسيح يسوع بالإنجيل }{1كو15:4}.

للكنيسة عمل آخر غير ولادة أبناء الله ، وهو :
منح الروح القدس
الكنيسة هي الوسيط في منح الروح القدس للمؤمنين المعمدين
هل يستطيع أحد ان يحيا حياة روحية بدون عمل الروح القدس فيه ؟ وإن كان هذا أمراً حيويا لكل مؤمن ، فكيف ينال الروح القدس ؟
يقول الكتاب أنه لما علم الرسل أن أهل السامرة قبلوا الإيمان ، أرسلوا إليهم بطرس ويوحنا لإعطائهم الروح القدس { حينئذ وضعا الايادي عليهم ، فقبلوا الروح القدس }{ أع17:8}. وبالمثل حدث لأهل افسس بعد عمادهم { لما وضع بولس يديه عليهم ، حل الروح القدس عليهم }{أع6:19}.
ثم صار منح الروح القدس بالمسحة المقدسة }1يو2: 20،27}.
وكيف ينال المؤمن هذه المسحة ؟ بواسطة الكنيسة طبعاً ، لنه لا يمسح نفسه .. هل نقول إذن : لا وسيط ؟! لقد نلت الروح القدس عن طريق هذا الوسيط ….
والمسحة لها تاريخ طويل في العهد القديم ، منذ أن أمر الرب موسى بعملها { دهناً مقدساً للمسحة }{خر52:30}. ليمسح بها خيمة الإجتماع والمذابح والأواني { ويقدسها فتكون قدس أقداس }،، ويمسح بها هرون وبنيه كهنة
{خر30: 25-30،40: 9-16}. وبالمسحة المقدسة مسح صموئيل الملوك فحل عليهم الروح القدس {1صم10:10،16: 13}.
وهنا يذكرنا بوساطة أخري للكنيسة ، وهي :
اقامة خدام للرب

لا يمكن أن يبني ملكوت الله بدون خدام للرب . والله عهد بهذا الأمر إلي الكنيسة . خذوا مثلاً لذلك في إقامة برنابا وشاول للخدمة . يقول الكتاب { وبينما هم يخدمون الرب ويصومون قال الروح القدس : أفرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه }{أع2:13}.
علي الرغم من هذه الدعوة الإلهية إلا أن ذلك كان لابد أن يمر من خلال القنوات الشرعية ، أعني الكنيسة ووضع اليد …
يقول الكتاب { فصاموا حينئذ وصلوا ، ووضعوا عليهما الأيادي وأطلقوهما فهذان إذ أرسلا من الروح القدس انحدرا إلي سلوكية }{أع4:13}. فلم يعتبروا مرسلين من الروح القدس ، فلا بعد أن نالا وضع اليد من الكنيسة .
نفس الوضع تقريبا نراه بالنسبة إلي تيموثاوس الأسقف .
يقول له القديس بولس الرسول { أذكرك أن تضرم أيضا موهبة الله التي فيك بوضع يدي }{2تي6:1}. إنها موهبة من الله . ولكنها تنال بواسطة ، وهي وضع اليد من سلطة كهنوتية في الكنيسة .

ومع أن البروتستانت يؤمنون بوضع اليد في إقامة الخدام – والقياس مع الفارق – إلا أنهم لا يتكلمون عن الكنيسة كوسيط بين الله والناس {ومن له أذنان للسمع فليسمع }{مت43:!3}.
الرعاية والتوبة
هل ترك الله خرافه بدون رعاة ؟! كلا . يقول الرسول : وإحترزوا لأنفسكم ولجميع الرعية التي أقامكم الروح القدس فيها أساقفة ، لترعوا كنيسة الله التي أقتناها بدمه }{أع28:20}.
أقامهم الله للاهتمام بأولاده ، فهم وكلاؤه .
ولعل من أهم الأمور مصالحتهم مع الله بقيادتهم إلي التوبة . وفي هذا يقول القديس بولس الرسول {وأعطانا خدمة المصالحة .. إذن نسعي كسفراء عن المسيح ، كأن الله يعظ بنا . نطلب عن المسيح : تصالحوا مع الله}
{2كو5: 18،20}.
أليست هذه وساطة ؟! في عمل صلح بين الله والناس .
ليتنا إذن نقرأ هذا المقال من أوله .. ونري عناصر الوساطة التي تقوم بها الكنيسة .
وكلها وساطة خاصة بالخلاص .
وهكذا يقول الرسول في قيادة الناس إلي التوبة {من رد خاطئاً عن ضلال طريقة يخلص نفساً من الموت ، ويستر كثرة من الخطايا }{يع20:5} وايضاً { وخلصوا البعض بالخوف ، مختطفين من النار }{يه23}.
كما أن قيادة الناس للإيمان والمعمودية هي للخلاص أيضاً { مر16:16}. والتعليم أيضا هدفه الخلاص كذلك {1تي16:4}.
وكذلك باقي الأمور التي تقوم بها الكنيسة .

الأتجاة الى الشرق

إننا نبني كنائسنا إلي الشرق . ونصلي ونحن متجهون إلي الشرق ، لأن الشرق يوجه قلوبنا إلي تأملات نعتز بها ، حتي أصبح بالنسبة إلينا رمزا . وأيضا من أجل أهمية الشرق في فكر الله كذلك ، فإن كان الله قد اهتم به ، فلنهتم به بحن أيضا …
***
1)* قبل أن يخلق الإنسان ، اعد الله الشرق كمصدر للنور . ورأي الله النور أنه حسن وفي لغتنا نقول عن ظهور الشمس أنه شروقها . واصبحت عبارة تشرق الشمس أي تظهر من الشرق ، أي تنير . والشمس خلقت في اليوم الرابع قبل خلص الإنسان في اليوم السادس {تك1}.
وشروق الشمس رمز للسيد المسيح ونوره . وقد سمي الرب { شمس البر } وقيل { تشرق شمس البر ، والشفاء في أجنحتها }{ملاخي2:4}.

***
2)* وقبل خلق الإنسان أيضا ، غرس له الله جنة عدن شرقا {تك8:2}. ووضعه فيها ، وهناك أياض كانت شجرة الحياة ، وكانت الحياة الأولي للإنسان قبل الخطية ، وجنة عدن ترمز إلي الفردوس الذي نتطلع إليه.
وصار اتجاه الإنسان إلي الشرق ، يرمز لتطلعه إلي الفردوس الذي حرمته منه الخطية ، ويرمز لتطلعه إلي شجرة الحياة .

***
3)* ونلاحظ أيضا أن السيد المسيح ولد في بلاد الشرق ، والمجوس رأوا نجمه في المشرق { مت2:2}. وكان هذا النجم يرمز إلي الإرشاد الإلهي . ولما تبعه المجوس قادهم إلي الري . ما أجمل هذا التأمل !
4)* والمسيح الذي ولد في الشرق ، ونجمه في المشرق ، شبهت أمه العذراء بباب في المشرق
{حزقيال 44: 1،2}.
5)* وهكذا نري أن الخلاص قد أتي إلي العالم من المشرق . فالمسيح صلب أيضا في بلاد المشرق ، وهناك بذل دمه عن غفران خطايا العالم كله .

***
6)* وفي المشرق بدأت الديانة والكنيسة . في الشرق أورشليم ، مدينة الملك العظيم ، وفيه تأسست أول كنيسة في العالم . ومن الشرق امتدت رسالة الإنجيل ، إلي العالم كله . وفيه سالت دماء أول شهيد في المسيحية .

***
7)* كذلك الكتاب المقدس تحدث كثيرا عن أن مجد الله في المشرق .
ففي { أش15:24}{ في المشارق مجدوا الرب } وفي سفر حزقيال نبوءة عن مجيء المسيح في مجده من المشرق . يقول { وإذا مجد إله إسرائيل جاء عن طريق المشرق ، وصوته كصوت مياه كثير ، والأرض أضاءت من مجده }{حز43: 1،2}.

***
Cool* لذلك فإن غالبية اللاهوتيين يقولون :
{ إن المجيء الثاني سيكون من المشرق وكما صد هكذا يأتي }{أع11:1}. ففي نبوءة زكريا {14: 3،4}. أن { الرب تقف قدماه في ذلك اليوم علي جبل الزيتون الذي قدام أورشليم من المشرق }.

***
9)* الكلام عن المشرق جميل وذكرياته حلوة :
في حزقيال {47: 1-19}يتكلم عن { أنهار حياة في المشرق }وفي {2مل13: 17} يتكلم في الشرق عن { سهم خلاص الرب } وفي {أش15:24}{ في المشارق مجدوا الله }.

***
10)* إن الذكريات لها في القلب تأثير :
ولها مفعولها الروحي في النفس . ويعجبني أن دانيال النبي حينما تحدي العبادات الوثنية ، وصعد إلي عليته ليصلي ، فتح الطاقة التي تطل علي أورشليم ، وركع وصلي … حقاً إن الله موجود في كل مكان ، ولكن الاتجاه إلي أورشليم في الشرق كان له معني وتأثير عميق في القلب ، والذكريات تعطي القلب أهمية لأمكنة معينة ، تثير ذكراها عواطف مقدسة .

***

11)* إننا لسنا عقلاً صرفا في عبادتنا : فالحواس تعمل ، وتتأثر ، وتؤثر في مشاعر الروح . ومثال ذلك . أننا نصلي ونرفع نظرنا إلي فوق ، بينما الله موجود في كل مكان .. ولكن النظر إلي فوق ، يحرك في قلوبنا مشاعر روحية لصلاتنا عمقاً خاصا . كذلك الاتجاه إلي الشرق …
والمسيح نفسه ، في أكثر من منسابة ، نظر إلي فوق ، مع أن الآب فيه وهو في الآب . ولكن النظر إلي فوق له دلاله خاصة …

***
12)* ونحن حينما ننظر إلي الشرق ، إنما نتجه إلي المذبح الموجود في الشرق ، لأن الذبيحة لها في قلوبنا الروحية ، والمسيح فصحنا ، كان ذبيحة في الشرق .

***
13)* وفي المعمودية ، بطريقة رمزية أيضا، يتجه المعمد وأشبينه نحو الغرب لجحد الشيطان ، ثم يتجهان إلي الشرق لتلاوة قانون الإيمان ، وبهذا يشعر أنه في المعمودية ينتقل من الغرب إلي الشرق ، أي من الظلمة إلي النور .

***
14)* ونحن نسأل : لماذا يحارب البروتستانت الشرق بكل ما يحمل من رموز ومن معان روحية وتأملات زكريا مقدسة ، تسندها نصوص من الكتاب المقدس . ولا يوجد في ذلك أي خطأ عقيدي يثير الغيرة المقدسة؟!

***

اكرام الصليب
من الخلافات التي بيننا وبين البروتستانت اكرامنا العجيب للصليب . ومن ذلك رشم الصليب . فهم لا يرشمون ذاتهم بعلامة الصليب قبل الصلاة ولا بعدها قائلين باسم الآب والابن والروح القدس . ولا يرشمون الطعام بعلامة الصليب قبل الأكل ولا يستخدمون الصليب للبركة . ولا في رشم الناس ، ولا في رشم الملابس .
ويكتفي البروتستانت بإيمان قلوبهم بالصليب دون استخدامه . وكانوا إلي عهد قريب لا يعلقونه علي الكنائس . وكثير منهم لا يعلقونه علي صدورهم . وكلهم لا يمسكون صليباً في أيديهم . وهم أيضا لا يحتفلون بأعياد الصليب ، ولا بموكب له ، ولا يطوفون به بالأناشيد والألحان .
وهم أيضا لا يقبلون الصليب ، ولا يأخذون بركته .
وسنحاول الآن أن نشرح لماذا اهتمامنا هذا كله بالصليب . ونري كيف أن رشم الصليب نافع ومفيد موافق لتعليم الكتاب المقدس .

***
1)* تركيز السيد المسيح علي الصليب :
وذلك منذ بدء خدمته ، وفي أثناء تعليمه ، قبل أن يصلب .
فقد قال { من لا يأخذ صليبه ويتبعني ، فلا يستحقني { مت38:10}. وقال { إن أراد أحد أن يأتي ورائي ، فلنكر نفسه ، ويحمل صليب ويتبعني }{مت24:16}، {مر34:8}. وفي حديثه مع الشاب الغني قال له { اذهب بع كل مالك واعطه للفقراء .. وتعال اتبعني حاملا الصليب }. وقال أيضا { من لا يحمل صليبه ويأتي ورائي ، لا يقد أن يكون لي تلميذاً }{ لو27:14}.
2)* وقد كان الصليب موضوع كرامة الملاك والرسل :
من الأشياء الجميلة أن الملاك المبشر بالقيامة قال للمريمتين { أنكما تطلبان يسوع المصلوب . ليس هو ههنا ، لكنه قد قام كما قال }{مت5:28}. وهكذا سماه { يسوع المصلوب }مع أنه كان قد قام . وظل لقب المصلوب لاصقاً به وقد استخدمه آباؤنا الرسل . وركزوا علي صلبه في كرازتهم .
ففي كرازة القديس بطرس ، قال لليهود { يسوع لذي صلبتموه أنت }{أع36:2ؤز والقديس بولس الرسول يركز علي هذه النقطة فيقول {لكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوبا }{1كو23:1}، علي الرغم من أن صلبه هذا كان يعتبر { لليهود عثرة ولليونانيين جهالة }.
ويعتبر الرسول أن الصليب جوهر المسيحية فيركز عليه قائلا { لأنني لم أعزم أن أعرف شيئا بينكم ، إلا يسوع المسيح وإياه مصلوباً }{1كو2:2}. أي أن هذا الصليب هو الأمر الوحيد الذي أريد أن أعرفه .
***
3)* وهكذا كان الصليب موضوع فخر الرسل :
فيقول القديس بولس الرسول { وأما من جهتي ، فحاشا لي أن افتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح }{غل14:6}. وإن سألناه عن السر في هذا يكمل قائلا {هذا الذي به قد صلب العالم لي ، وأنا للعالم }{غل14:6}.

***
4)* ونحن حينما نرشم الصليب ، نتذكر كثيرا من المعاني اللاهوتية والروحية المتعلقة به :
نتذكر محبة الله لنا ، الذي من أجل خلاصنا ، قبل الموت عنا {كلنا كغنم ضللنا ، ملنا كل واحد إلي طريقة . والرب وضع عليه إثم جميعا }{أش6:53}. حينما نرشم الصليب نتذكر { حمل الله الذي حمل خطايا العالم }
{يو1: 29}{1يو2:2}.
5)* وفي رشمنا للصليب نعلن تبعيتنا لهذا المصلوب :
إن الذين يأخذون الصليب بمجرد معناه الروحي داخل القلب ، دون أية علاقة ظاهرة ، لا يظهرون هذه التبعية علناً ، التي نعلنها برشم الصليب ، وبحمل الصليب علي صدورنا . وبتقبيل الصليب أمام الكل ، وبرشمه علي أيدينا ، وبرفعه علي اماكن عبادتنا .
إننا بهذا كله ، إنما نعن إيماننا جهارا ، ولا نستحي بصليب المسيح أمام الناس ، بل نفتخر به ، ونتسمى به . ونعيد له أعيادا .. ونتمسك به .. حتي دون أن نتكلم مجرد مظهرنا يعلن إيماننا .
6)* إن الإنسان ليس مجرد روح ، أو مجرد عقل ، بل له ايضا حواس جسدية يجب أن تحس الصليب بالطرق السابقة :
كما أنه ليس جميع الناس في مستوي روحي واحد ، لا يحتاجون فيه إلي الحواس . إن الحواس تتغذى بكل ما سبق ، ولا تقتصر علي ذاتها ، بل تنقل تأثراتها إلي العقل وإلي الروح .. وربما العقل لا يتذكر الصليب من تلقاء ذاته ، أو يتذكره كثيرا ولكنه عن طريق الحواس ، حينما يري الصليب مرسوما أمامه ، يتذكر ما يختص بالصليب وبالمصلوب من مشاعر ومن معان روحية ولاهوتية …
وهكذا نعبد الله روحا وعقلا وجسدا . وكل هذا يقوي بعضه بعضا .

***
7)* ونحن لا نرشم الصليب علي أنفسنا في صمت ، إنما نقول معه باسم الآب والابن والروح القدوس :
وبهذا نعلن في كل مرة عقيدتنا بالثالوث القدوس الذي هو إله واحد ، إلي الأبد آمين . وهكذا يكون الثالوث في ذهننا باستمرار ، الأمر الذي لا يتاح للذين لا يرشمون الصليب مثلنا .
Cool* وفي الصليب ايضا نعلن عقيدتي التجسد والفداء :
فنحن إذ نرشم الصليب من فوق إلي تحت ن ومن الشمال إلي اليمين ، إنما نتذكر ا، الله نزل من السماء إلي تحت إلي أرضنا ، فنقل الناس من الشمال إلي اليمين ، من الظلمة إلي النور ، ومن الموت إلي الحياة ، وما أكثر التأملات التي تدور بقلوبنا وأفكارنا من رشم علامة الصليب .

***
9)* وفي رشمنا للصليب تعليم ديني لأولادنا ولغيرهم :
كل من يرشم الصليب ، حينما يصلي ، وحينما يدخل إلي الكنيسة ، وحينما يأكل ، وحينما ينام ، وفي كل وقت ، إنما يتذكر الصليب ، وهذا التذكر مفيد روحيا ومطلوب كتابيا . وفيه تعليم الناس ، إن المسيح قد صلب وتعليم بالذات لأولادنا الصغار الذين يشبون من صغرهم متعودين علي الصليب .

***
10)* وبرشمنا الصليب إنما نبشر بموت الرب عنا حسب وصيته :
وهذه وصية الرب لنا أن نبشر بموته { الذي لجل فدائنا } إلي أن يجئ {1كو26:10}. ونحن برشم الصليب نتذكر موته كل حين ، نظل نتذكره إلي أن يجئ .
ونحن نتذكره كذلك في سر الأفخارستيا . ولكن هذا السر لا يقام في كل وقت بينما الصليب يمكن أن نرشمه في كل وقت ، متذكرين موت المسيح عنا …

***
11)* وفي رشمنا للصليب ، نتذكر أن عقوبة الخطية موت :
لأنه لولا ذلك ما مات المسيح . كنا نحن { أمواتا بالخطايا }{أف5:2}. ولكن المسيح مات عنا علي الصليب واعطانا الحياة . وعلي الصليب إذ دفع الثمن قال للآب { يا أبتاه أغفر لهم }.

***
12)* وفي رشمنا الصليب نتذكر محبة الله لنا :
نتذكر أن الصليب ذبيحة حب . لأنه { هكذا أحب الله العالم حتي بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية }{ يو16:3}.

***
13)* ونحن نرشم الصليب لأنه يمنحنا القوة :
القديس بولس الرسول يشعر بقوة الصليب هذه فيقول { به صلب العالم لي ، وأنا للعالم } { غل 14:6 } . ويقول أيضاً { أن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة . وأما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله } { 1كو18:1} .
لاحظوا هنا أنه لم يقل أن عملية الصليب هي قوة الله ، إنما قال إن مجرد { كلمة الصليب } هي قوة الله .
لذلك نحن حينما نرشم علامة الصليب ، وحينما نذكر الصليب ، ونمتلئ قوة . لأننا نتذكر أن الرب بالصليسب داس الموت ، ومنح الحياة لكل الناس . وقهر الشيطان وغلبه ، ولذلك …

***
14)* فنحن نرشم الصليب لأن الشيطان يخافه :
كل تعب الشيطان منذ آدم إلي أخر الدهور ، ضاع على الصليب ، إ ذ دفع الرب الثمن ، ومحا جميع خطايا الناس بدمه ، ممن يؤمنون ويطيعون لذلك فإن الشيطان لذلك فإن الشيطان كلما يرى الصليب يرتعب متذكراً هزيمته الكبرى وضياع تعبه ، فيخزي ويهرب .
وهكذا كان أولاد الله يستخدمون باستمرار علامة الصليب باعتبارها علامة الغلبة والانتصار ، أو هى قوة الله . فمن جهتنا نمتلئ قوة من الداخل ، أما عن العدو في الخارج فهو يرتعب .
وكما كانت ترفع الحية النحاسية في القديم شفاء للناس وخلاصاً من الموت ، هكذا رفع رب المجد على الصليب
{ يو 14:3 } ، وهكذا علامة الصليب في مفعولها .

***
15)* ونحن نرشم علامة الصليب فنأخذ بركته :
كان العالم كله يقع تحت حكم اللعنة بالموت بسبب الخطية . ولكن على الصليب حمل الرب كل لعناتنا لكي يمنحنا بركة المصالحة مع الله { رو10:5 } . وبركة الحياة الجديدة النقية ، وبركة العطية في جسده ، وكل نعم العهد الجديد مستمدة من الصليب .
لذلك استخدم رجال الإكليروس هذا الصليب في منح البركة ، اشارة إلي أن البركة لا تصدر منهم شخصياً ، إنما من صليب الرب الذي ائتمنهم على استخدامه في منح البركة . ولأنهم يستمدون كهنوتهم من كهنوت هذا المصلوب .
وكل بركات العهد الجديد نابعة من صليب الرب وفاعليته .


)* لذلك فكل الأسرار المقدسة في المسيحية تستخدم فيها الصليب :
لأنها كلها نابعة من استحقاقات دم المسيح علي الصليب .
فلولا الصليب ، ما كنا نستحق أن نقترب إلي الله كأبناء في المعمودية وما كنا نستحق التناول من جسده ودمه في سر الأفخارستيا {1كو26:11}. وما كنا نستطيع التمتع ببركات أس سر من أسرار الكنيسة .

***
17)* ونحن نهتم بالصليب ، لنتذكر الشركة التي لنا فيه :
نتذكر قول القديس بولس الرسول { مع المسيح صلبت . فأحياء لا أنا بل المسيح يحيا في }{غل20:2}. وقوله أيضا { لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبها بموته }{في10:3}. وهنا نسأل أنفسنا متي ندخل في شركة آلام الرب ونصلي معه . وهنا نتذكر اللص الذي صلب معه ، فاستحق أن يكون في الفردوس معه .
ولعله صار في الفردوس يغني بالأغنية التي قالها القديس بولس فيما بعد {مع المسيح صلبت }…
كل أمنياتنا أن نصعد علي الصليب مع المسيح . ونفتخر بهذا الصليب الذي نذكره الآن كلما تلامس مع حواسنا .

***
18)* ونحن نكر الصليب ، لأنه موضع سرور الآب :
الآب الذي تقبل المسيح علي الصليب بكل سرور كذبيحة خطية ، وكمحرقة أيضا { رائحة سرور للرب }{لا1: 9،13،17}. وقال اشعياء النبي في ذلك { أما الرب فسر أن يسحقه بالحزن }{اش10:35}.
إن السيد المسيح أرضي الآب بكمال حياته علي الأرض ، ولكنه دخل في ملء هذا الارضاء علي الصليب ، حيث أطاع حتي الموت ، موت الصليب }{في8:2}.
ففي كل مرة ننظر ‘لي الصليب نتذكر كمال الطاعة ، وكمال الخضوع لكي نتمثل بالسيد المسيح في طاعته ، حتي الموت .
وكما كان الصليب موضع سرور للآب ، كان هكذا أيضا بالنسبة إلي الابن المصلوب الذي قيل عنه {من أجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب مستهينا بالخزي }{عب2:12}.
وهكذا كان ملء سرور المسيح في صلبه . ليتنا نكون هكذا .

***
19)* وفي الصليب ، نخرج إليه خارج المحلة ، حاملين عاره} عب12:13{.
بنفس شعورنا في اسبوع الآلام .. ونذكر في ذلك ما قيل عن موسى النبي { حاسبا عار المسيح غني اعظم من خزائن مصر }{عب26:11}. وعر المسيح هو صلبه وآلامه .

***
20)* نحمل صليب المسيح الذي يذكرنا بمجيئه الثاني :
كما ورد في الإنجيل عن نهاية العالم ومجيء الرب { وحينئذ تظهر علامه ابن الإنسان في السماء {أي الصليب }. ويبصرون ابن الإنسان آتيا علي سحاب السماء ..}{مت30:24}. فلنكرم علامة ابن الإنسان علي الأرض ، مادمنا نتوقع علامته هذه في السماء في مجيئه العظيم .


الأنوار والشموع
الكنيسة الأرثوذكسية تتميز بأنوارها . وتستخدم الشموع في صلواتها ، وعند قراءة الإنجيل ، وأمام أيقونات القديسين ، وعلي المذبح ، وأمامه في شرقيته ، وفي الهيكل عموماً وتبقي الكنيسة مضيئة باستمرار . ولها برج عال يسمي
المنارة .. والبروتستانتية لا تستخدم شيئا من هذا كله ، بكل ما حيوي من رموز .
لذلك سنتعرض في هذا المقال المختصر عن الأنوار في الكنيسة والحكمة فيها ، وما تحويه من معان روحية .
1)* الكنيسة نفسها لقبت في الكتاب المقدس بلقب منارة . وهذا واضح في سفر الرؤيا . إذ رأي يوحنا الإتجيلى الرب يسوع وسط منائر من ذهب . وكانت { المناير السبع هي السبع الكنائس ؤ{رؤ20:1}.
***
2)* الكنيسة نشبهها بالسماء ، علي اعتبار أنها بيت الله أو مكسنه كالسماء . وقد كان هذا هو تقريبا التعبير
الذي أطلق علي أول بيت لله ، إذ قال أبونا يعقوب أوب الآباء { ما أرهب هذا المكان . ما هذا إلا بيت الله ،
وهذا باب السماء }{تك17:28}.
وفي تشبيه الكنيسة بالسماء ، ينبغي أن تضئ فيها الأنوار كالكواكب في السماء .

***
3)* أو قد تمتد الأنوار في الكنيسة إلي ملائكة السماء ، أو الملائكة التي كانت تصعد وتنزل علي السلم الذي رآه أبونا يعقوب في بيت آيل { بيت الله }{تك12:28}. والملائكة يمكن أن يرمز إليهم النور ، إذ يسمون أيضا بملائكة النور {2كو14:11}.

***
4)* أو قد ترمز أنوار الكنيسة إلي القديسين ، الذين يقول لفم الرب { فليضئ نوركم هكذا قدام الناس }{مت16:5}. وشبههم في تلك المناسبة بالسراج الذي يوضع علي المنارة {مت15:5}. وذكر الإنجيل أيضا أن { الأبرار يضيئون كالشمس في ملكوت أبيهم ؤ{مت43:13}. والقديس يوحنا المعمدان – كمثال – قال عنه السيد المسيح لليهود
{ كان هو السراج الموقد المنير . وأنتم أردتم أن تبتهجوا بنوره ساعة }{يو35:5}.
ولما كانت الكنيسة مملوءة بالملائكة . وبالقديسين ، إذن ينبغي أن يكون مملوءة بالأنوار .

***
5)* بل ينبغي أن تكون الكنيسة مملوءة بالأنوار ، أولا وقبل كل شئ لحلول الله فيها ، والله نور {1يو5:1}. وقد قال السيد المسيح عن نفسه {أنا نور العالم }{يو12:8}.

***
6)* والكنيسة تضاء بالأنوار ، علي مثال خيمة الاجتماع والهيكل وكلاهما كانت مملؤتين بالأنوار . لا تنطفئ سرجهما أبدأ . وأمر الرب بإضاءة السرج بزيت الزيتون النقي ، ويشرف علي هذا الأمر هارون وبنوه كفريضة أبدية . وقال في ذلك { وأنت تأمر بين إسرائيل أن يقدموا إليك زيت زيتون نقي مرضوض نقياً للضوء لاصعاد السرج دائماً . في خيمة الاجتماع خارج الحجاب الذي أمام الشهادة ، يرتبها هارون وبنوه من المساء إلي الصباح أمام الرب ، فريضة دهرية في أجيالهم }{خر27: 20،21}.
هذا أمر إلهي ، أصدرها لله الذي قال { ليكن نور ، فكان نور }في اليوم الأول { ورأي الله النور أنه حسن }
{تك1: 3،4}.

***
اقامة خدام للرب
)* والسرج التي تضاء بالزيت ، لها معني روحي ، لأن الزيت يرمز ل
لا يمكن أن يبني ملكوت الله بدون خدام للرب . والله عهد بهذا الأمر إلي الكنيسة . خذوا مثلاً لذلك في إقامة برنابا وشاول للخدمة . يقول الكتاب { وبينما هم يخدمون الرب ويصومون قال الروح القدس : أفرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه }{أع2:13}.
علي الرغم من هذه الدعوة الإلهية إلا أن ذلك كان لابد أن يمر من خلال القنوات الشرعية ، أعني الكنيسة ووضع اليد …
يقول الكتاب { فصاموا حينئذ وصلوا ، ووضعوا عليهما الأيادي وأطلقوهما فهذان إذ أرسلا من الروح القدس انحدرا إلي سلوكية }{أع4:13}. فلم يعتبروا مرسلين من الروح القدس ، فلا بعد أن نالا وضع اليد من الكنيسة .
نفس الوضع تقريبا نراه بالنسبة إلي تيموثاوس الأسقف .
يقول له القديس بولس الرسول { أذكرك أن تضرم أيضا موهبة الله التي فيك بوضع يدي }{2تي6:1}. إنها موهبة من الله . ولكنها تنال بواسطة ، وهي وضع اليد من سلطة كهنوتية في الكنيسة .

ومع أن البروتستانت يؤمنون بوضع اليد في إقامة الخدام – والقياس مع الفارق – إلا أنهم لا يتكلمون عن الكنيسة كوسيط بين الله والناس {ومن له أذنان للسمع فليسمع }{مت43:!3}.
الرعاية والتوبة
هل ترك الله خرافه بدون رعاة ؟! كلا . يقول الرسول : وإحترزوا لأنفسكم ولجميع الرعية التي أقامكم الروح القدس فيها أساقفة ، لترعوا كنيسة الله التي أقتناها بدمه }{أع28:20}.
أقامهم الله للاهتمام بأولاده ، فهم وكلاؤه .
ولعل من أهم الأمور مصالحتهم مع الله بقيادتهم إلي التوبة . وفي هذا يقول القديس بولس الرسول {وأعطانا خدمة المصالحة .. إذن نسعي كسفراء عن المسيح ، كأن الله يعظ بنا . نطلب عن المسيح : تصالحوا مع الله}
{2كو5: 18،20}.
أليست هذه وساطة ؟! في عمل صلح بين الله والناس .
ليتنا إذن نقرأ هذا المقال من أوله .. ونري عناصر الوساطة التي تقوم بها الكنيسة .
وكلها وساطة خاصة بالخلاص .
وهكذا يقول الرسول في قيادة الناس إلي التوبة {من رد خاطئاً عن ضلال طريقة يخلص نفساً من الموت ، ويستر كثرة من الخطايا }{يع20:5} وايضاً { وخلصوا البعض بالخوف ، مختطفين من النار }{يه23}.
كما أن قيادة الناس للإيمان والمعمودية هي للخلاص أيضاً { مر16:16}. والتعليم أيضا هدفه ال
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التكلم بالسنة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» التكلم بالسنة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مـنـتــدى نـــــــــور العـــــــــالم يرحب بكم :: قســــــم بـحبــــك يا يســــــــــــــــوع :: الـلاهـوت الـعـقـائدي والـتـاريخي-
انتقل الى:  




















Place holder for NS4 only

شارك مع اصدقائك على الفيس بوك