موضوع: اللغه القبطيه الجزء الثالث الإثنين مايو 31, 2010 1:38 am
الجزء الثالث
قصة التعليم المخالف المسمى باللفظ البحيري القديم: من الأمور المعتادة في تاريخ الكنيسة، بل وفي تاريخ أي جماعة بشرية، أن يظهر من وقت لآخر بعض الأشخاص الذين ينادون بآراء أو بتعاليم غريبة، ففي مجال اللغات كما هو في أي مجال آخر من مجالات الفكر أو العقيدة أو الحياة أو النشاط الإنساني بصورة عامة، نجد من يحاولون نشر أفكارهم وتأليفهم المخالفة، وهذا في حد ذاته ليس عيباً، بل هو أمر طبيعي جداً، إنما العيب كل العيب، أن يدعي أي شخص لنفسه وحده دون سواه، الحق المطلق في كل ما يقول، وأن أفكاره وتأليفاته هي الوحيدة الصحيحة والأصيلة والـ...،،، وهي قمة الكمال والجمال والعذوبة والطلاوة والحلاوة.. إلى آخر ما يمكن أن تجود به قريحته الخصبة من أوصاف ومسميات، وأن كل ما عداه باطل وخطأ فادح وشر فاحش وضلال وفساد.ومشوه ودخيل. ثم أن يحاول صاحب هذا الفكر المخالف أن يفرض رأيه على الآخرين باستخدام طرق ووسائل ملتوية، كأن يلجأ إلى أصحاب النفوذ والسلطان المطلق يستميلهم إلى رأيه بالدهاء والتملق والاصطياد في الماء العكر بينهم وبين غيرهم، حتى يضمن تأيدهم له أو على الأقل السكوت عنه وعدم معارضته أو التصدي له. ففي مجال اللغة القبطية ظهرت عدة آراء واتجاهات مختلفة، مثل من ينادي باستخدام الحروف اللاتينية لكتابة اللغة القبطية، وآخر ينادي باستخدام الحروف العربية، وثالث ينادي بوضع أبجدية قبطية جديدة، ورابع ينادي بالعودة إلى البحيري القديم، وخامس بالعودة إلى الصعيدي القديم...، وهكذا. ولكن أخطر ما ظهر من كل هذه الاتجاهات والتعاليم المخالفة، هو ما يسميه صاحبه وأتباعه المنقادين ورائه بـ "النطق البحيري القديم". فما هي حقيقة هذا التعليم؟ في سنة ١٩٦٧ بدأ الشماس الدكتور إميل ماهر (القس شنودة ماهر) في نشر وتعليم نطق مخالف لنطق الكنيسة، أطلق عليه اسم النطق البحيري القديم، ووصفه بأنه النطق الأصيل والصحيح والقديم، دون أن يحدد لنا زمن هذا القديم، أهو نطق القرن الرابع أم هو نطق القرن الرابع عشر!؟، أهو نطق القرن الثامن أم هو نطق القرن الثامن عشر!؟ فكلمة قديم كلمة مطاطة لا تصلح لأي استخدام علمي دون تحديد زمن هذا القدم. ولم يكتفي صاحب هذا القديم الغير محدد بأية فترة أو بأي زمن تاريخي معين بالإدعاء بأنه هو وحده الأصيل والصحيح، بل بدأ يهاجم نطق الكنيسة الموحد هجوماً عنيفاً ويصفه بأوصاف غير لائقة. إن القس شنودة ماهر(د. إميل ماهر) كشخص وكأخ عزيز أكن له كل تقدير واحترام ومحبة، ولكن كتعليم مخالف لابد أن أقاومه مقاومة لأنه كان ولا زال ملوماً. ولكي تكون الأمور واضحة، لابد من الحديث عن النقاط التالية: 1 ـ أهم ملامح هذا التعليم المخالف. 2 ـ ملاحظات عامة حول هذا التعليم والنطق المخالف. 3 ـ موقف الكنيسة الرسمي والمعلن تجاه هذا التعليم المخالف. 4 ـ تعليم قداسة البابا شنودة الثالث. 5 ـ رأي الدكتور راغب مفتاح. 6 ـ رأي الدكتور بلاملي أستاذ اللغة القبطية بلندن. 7 ـ تجربة الأستاذ بيسنتي رزق الله أستاذ اللغة القبطية بالإسكندرية 8 ـ كلمة هادئة ونداء محبة إلى أ تباع هذا التعليم المخالف... 1 ـ أهم ملامح هذا التعليم المخالف أ ـ أسماء الحروف ألفا ـ ويضه ـ غمه ـ دلده ـ آييا ـ سوو ـ زاده ـ هاده ـ تيدا، تيته ـ يوضه ـ كبا ـ لولا ـ مي ـ ني ـ إكسي ـ أو ـ بي ـ رو ـ سيما ـ ضاو ـ ها ـ في ـ كي ـ إبسي ـ أوو ـ شاي ـ فاي ـ خاي ـ هوري ـ جنجا ـ جشيما ـ دي. وواضح جداً هنا تأثير الأصوات العربية على أسماء هذه الحروف القبطية
٢ـ النطق والأصوات ١ـ إقحام الصوت العربى َض على ثلاثة حروف قبطية B (vita)، I(iota)،t(tav) فيقول ضاماو بدلا من tamav)) tamau ويقول ضوو بدلا من (touvo) toubo ويقول إنضوضف بدلا من (entotf)ntotf ٢ـ إضافة الصوت ـ ح ـ إلى الحرف هورى (|) (hori) فيقول طبح بدلا من (tovh) twb\ ٣ـ إلغاء الصوت (v) تماماً وخلطه مع صوت الواو(و) فيقول نيوان بدلا من niben (niven) ويقول دُووُو بدلا من toubo (touvo) ٤ ـ إلغاء الصوت (p) تماماً وتشويهه بالصوت (ب) ٥ ـ إلغاء صوت الحرف (E) (E) وتشويهه وخلطه بالحرف ( أ ) (a) فيقول ـ نام ـ خان ـ باف ـ إندا .. بدلا من (nem) (nem) ـ ('en)(khen) ـ (pef) (pef) ـ (ente) (`nte) ٦ ـ الحرف المتحرك h ) ( خلطه وتشويهه بالحرف ( أ ) مع وضع نقطة تحت الحرف إذا أراد نطقه ( إي ) أو نقطة فوقه إذا أراد نطقه ( آ ) فيقول إشلال ـ إسخام ـ إبشارى ... بدلا من (epschiiri) (p]hri) ، (eskhiim) (c'hm) ، (eschliil) (]lhl) ٧ ـ إلغاء الصوت (ث) تماما من الحرف ثيتا (q) (thita) فيقول: بارطانوس بدلا من (parqenoc) (parthenoc) تاوس بدلا من (theos) (qeoc) 2 ـ ملاحظات عامة حول هذا التعليم والنطق والمنطق المخالف من خلال الاستعراض السريع لأهم معالم هذا النطق المخالف، ومن خلال القصص التي ذكرها صاحب هذا التعليم في كتبه ومطبوعاته يتبين لنا بوضوح ما يلي: أولا ـ موضوع النطق: ١ ـ إضافة أصوات غريبة عن اللغة القبطية مثل ض و ح ٢ ـ إلغاء أصوات هامة مثل (V) ، (P) ، ث ، ذ ٣ ـ تغيير وتشويه أصوات حروف متحركة مثل : (e) (h) وخلطهم معاً بصوت ( أ ) ٤ ـ تغيير وتشويه أصوات حروف ساكنه مثل : b v q u p j t ; فبالنسبة لصوت الضاد ولصوت الحاء واضح أنها أصوات عربية دخيلة على الأصوات القبطية ولم يكن لها في الأصل أي وجود. وبالنسبة لصوت (v) ولصوت(p) وما يدعيه أتباع هذا التعليم المخالف، من أن الله قد خلق الأقباط هكذا، عاجزين عن نطق هذه الأصوات !. فهل يستحق مثل هذا الإدعاء الباطل أي مناقشة أو رد. وبالنسبة لتغيير وتشويه أصوات بعض الحروف المتحركة مثل (h) و (e) وخلطهم بصوت (a) ، فهذا من أخطر ما جاء به هذا التعليم والنطق المخالف، فهو يؤدى إلى خلط المعاني والمفاهيم لكثير من الكلمات فمثلا كلمة (ßÜüäöShri) إبن ، وكلمة (Sheri) ابنة ، سينطقهما التعليم المخالف كليهما ( شاري )، مثل كلمة (SHari) يضرب. وهكذا عشرات الكلمات التي يدخل في تركيبها أي حرف من الحروف الثلاثة المتحركة (a) (e) (h) فجميعها سينطقها هذا التعليم المخالف ( أ ) دون تمييز. ثانيا ـ حول أهم المصادر والمراجع التي أشار إليها صاحب هذا التعليم في كتبه، والتي أستقى منها تعليمه ونطقه المخالف وهي الكتابات التي كتبها بعض الأجانب، وما يسميه هو بتسجيلات اللفظ القبطي القديم بالكتابة الصوتية اللاتينية، وهي كتابات كتبها أصحابها فيما بين سنة ١٥٣١ وسنة ١٧١٨ميلادية، إنها تدوينات ـ ولا تنطق بصوت ـ لبعض القطع أو الصلوات القبطية بحروف لاتينية، وفيها خلط كثير ما بين اللهجات القبطية المختلفة. كذلك الكتابات العربية بحروف قبطية، أو الكتابات القبطية بالحروف العربية، وهذه كلها لا يمكن أن تعد مرجعاً أو أساساً لأي نطق سليم. ويمكننا أن نقوم بتجربة عملية بسيطة لنكتشف مدى ما يمكن أن يحدث من تشوهات للنطق والأصوات إذا حاولنا كتابة لغة بحروف لغة أخرى مختلفة عنها تماماً، وهي مثلا، كتابة صفحة بالحروف العربية من أي كتاب لغته إنجليزية، لنرى مدى الخلل الذي سيحدث للألفاظ والأصوات الإنجليزية، والعكس صحيح. هذا بالإضافة إلى أن هذه التدوينات قد تمت خلال فترة زمنية تعتبر أدنى مرحلة من مراحل اللغة وأحط مستوى من المستويات الأدبية التي وصلت إليها اللغة القبطية خلال تاريخها الطويل، وهي فترة لا تمثل بكل أسف غير فترة الانحطاط والتلوث وليست الأصالة والنقاء والازدهار كما يدعي صاحب التعليم المخالف..